على مدى ثلاثة أيام حاضرت في غرفة تجارة عمان حول موضوع الحوكمة المؤسسية، أمّا المشاركون العشرون فقد حضروا من مشارب ومؤسسات وخلفيات مختلفة وهم أربعه عشر رجلاً وست سيدات يعمل جميعهم في مهن الإدارة والمُحاسبة في شركاتٍ خاصةٍ ووزاراتٍ حكوميّةٍ ومنظمات مجتمع مدنيّ ومؤسساتٍ فرديّةٍ.
نظراً لتنوّع خلفيات ومشارب المشاركين فقد كانت المُحاضرات أقرب إلى العصف الذهنيّ منها إلى التّلقين وعرض نقاط البور بوينت، وجرى الحديث عن مقوّمات الحوكمة المؤسسيّة الرّشيدة ومقوّماتها وآلية تفعيلها وأسباب انبعاثها على ضوء انهيار الشّركات الكُبرى وفضائح مسؤولي الإدارة في دول العالم المُختلفة، وجرى مراجعة تقارير عالميّة مشهورة بدءاً من تقرير كادبوري كأكبر محفّز لظهور علم الحوكمة وعلاقتها الجدلية المُترابطة مع ظاهرة الفساد إلى استعراض قانون المُمارسات الفاسدة الأمريكيّ، ومنظومة النّزاهة الوطنيّة، وتقارير البنك الدوليّ ومبادئ حوكمة منظّمة التّنمية والتّعاون الدوليّة إلى أسلوب عمل المؤسسات وطرائق ترشيدها. وفي اليوم الأخير جرى تدوين إجاباتٍ لسؤالين طُرحا على كلّ مشاركٍ الأول: ما هي أهم معوّقات التّنمية الشّاملة في الأردن؟ والسّؤال الثاني: ماهي أهم مقوّمات النّهوض التي يجب أن نعتمد عليها لتحقيق التّنمية؟
وكانت الإجابات حول معوقات التّنمية نقلاً عن المُشاركين هي: تراجع التّعليم، وغياب العدالة، وعدم الاهتمام بقطاع الشّباب، والتّطرف، وعدم نشر الوعي، والتّخلي عن الدّين، وعدم وجود القدوة والقادة، وبيروقراطية الإدارة الحكوميّة وضعف القانون، والمؤامرات على البلاد العربيّة، والعجز المائيّ، والفساد والمحسوبية، وانتشار الفقر والبطالة، غياب ثقافة الحاكمية الرشيدة
أمّا أهم نقاط القوة المتوفرة لتسريع التّنمية والتّقدم للوصول إلى الأفضل فقد تمحورت نقلاً عن المشاركين بما يلي: وجود قيادة حكيمة، وثروات الصخر الزيتيّ، والبترول المدفون، وقدرة الإنسان الأردنيّ، والثّروة السياحيّة,، ووجود جيش قوي.
المَغزى من كلّ ما سبق هو الوقوف على آراء عيّنةٍ من موظفي الطبقة الوسطى في مؤسسات عامّةٍ وخاصةٍ أدلت برأيها ليس تحت تأثير سلطة أو مراقبة حكوميّة أو تهيب بمواجهه نافذة إعلاميّة , او خوف من تنصت , بل قالت بما يجول بخاطرها بعفويّةٍ بالغةٍ وهي أصدق حالات الاستطلاع.