-1-
عندما تفتقد وطنك… وأنت فيه، فأنت مضطر لإقامة وطن… فيك، تحمله في قلبك، … أينما اتجهت!
أو كمن يبحث عن وطن… بحجم حضن! أو حضن بدفء وطن…
حبر وعطر، ملأ رأسي، بتوابل الأنوثة، وحنين لحصن… كحضن!
الطيور المهاجرة، لا تبحث عن وطنٍ لتسكنه، بل تهرب من وطنٍ لا يسكنها!
حين تفقد وطنًا، فأنتَ بحاجة لامرأة بحجم وطن!
-2-
نحن لا نختار مَنْ نُحِب، ولا يختاروننا، كلُّ ما في الأمر، أنَّ غيمة شاردة بللتنا بالرحيق!
-3-
بعض الحوارات العابرة، تؤسس لحالة دائمة من التفاهم، أكثر بكثير من حوارات دائمة، تسهم في اتساع هوة دائمة من التقارب الملتبس!
-4-
هل تعرفون شعور عامل محطة الوقود، الذي يحمل في جيبه آلاف الدنانير، ولا يملك منها غير ما يُسِدُّ رمقه؟ كثيرون منا يملكون أسبابًا كثيرة للسعادة، لكنهم يتعاملون معها كأنَّها ليست في حوزتهم، وليست لهم حتى!
-5-
قبل انتصاف الليل بقليل، يحلو البوح، فالليل كرسي اعتراف، ولكننا في الشرق، حينما تشرق الشمس، ننكر كل ما قلناه، بزعم أنْ اعترافاتنا الليلية أُخِذتْ منا بقوة الحنين ، وتعذيب القهر والكبت!
حينما يطلع النهار، نكتشف أننا بددنا كثيرًا من الوقت، في انتظار غائب يأتي كل يوم!
-6-
إدمان العبودية يشبه إدمان المخدرات، يحتاج الشفاء منه فترة «حضانة»؛ ليتخلص العبد من ترسبات العبودية في دماغه!
مَنْ تعود على العبودية، والعيش تحت جبروت البساطير. لا تحدثه عن الحرية، لأنَّه لا يعرف معناها!
كل نهار يطلع عليك، وأنت لا تتنسم هواء الحرية، هو نهار كاذب، حُلْكته أكثر شِدَّةً من ظلام سراديب العبودية، حتى ولو أضاءته كلُّ شموس الكون!
-7-
قيل: إذا خانك شخص مرّة فهذا ذنبه، أما إذا خانك مرّتين فهذا ذنبك أنت!
-8-
نشبث بالحياة، نصغي لدقات القلب، وسط ضجيج الموت، نحاول قهر الخوف، بعد أنْ حولتنا الأحداث إلى حيوانات سياسية!
-9-
وفي آخر الليل أجمع غبار أسفاري، وأصنع منها أيقونة، أكسرها ورائي…
وأنام!
الدستور