خمسة وعشرون الف دونم في الاغوار احترقت بفعل فايروس ، قبل اسبوعين تقريبا ، ولم يتنبه كثيرون الى ان هذا النوع من اشجار الموز تم استيراده من اسرائيل ، وهو غير الموز البلدي ، الذي نعرفه ، وهذا يؤشر على اخترق اسرائيل للزراعة في الاردن ، حين نكتشف ان عشرات الاف اشجار الموز ، هي من صنع اسرائيلي ، تم تصديرها الى الاردن ، وتمت زراعتها في الاغوار.
لجنة مقاومة التطبيع ، احسنت صنعا ، حين لم تسكت ، على استيراد المانجا والكاكا والجزر والبطاطا ، الى الاردن ، التي يتم اغراق اسواقها بهذه الاصناف ، وعلى اللجنة ان تتنبه الى وجود مستوردات اخرى ، مثل بعض انواع السمك الاسرائيلي ، الذي يباع علنا على انه اسرائيلي ، واحيانا يتم الكذب بشأن مصدره ، وهناك سلع اخرى ، وعلى اللجنة ان تفتح عيونها جيدا ، ولااعتقد ان كل الاجهزة الفنية الاردنية ، قادرة اصلا على اكتشاف اي عيوب في هذه البضائع والسلع ، ليس انتقاصا ، من قدرتنا ، وانما لان المصدر اسرائيلي ، وهو قادر على دس السم في العسل ، اضافة الى ذلك مايمثله ذلك من دعم للاقتصاد الاسرائيلي ، وكأننا ندعم اسرائيل بمشترياتنا ، ونكتفي فقط بالنواح على الاردن وفلسطين ، وكتابة المقالات وحفظ الشعر ، والتهديد بالمظاهرات والمسيرات ، فيما ننام بعد كل هذا ، وقد شربنا عصير جزر اسرائيليا ، او ذرفنا الدموع على الشهداء ونحن نتناول شرائح المانجا الاسرائيلية ، او الموز ، واسرائيل لايهمها الكلام ، ومايهمها هو الفعل والفعل فقط ، وشعارها اصرخوا كما شئتم ، لكن اشتروا بضائعنا المسممة.
حين تدخل الى اي محل لبيع الخضار والفواكه ، وتسأله عن مصدر المانجا ، يقول لك هندية ، او مصرية ، على الرغم ، من ان المانجا قد تكون اسرائيلية ، وعلينا ان نضع حدا لهذا الاختراق الزراعي ، حيث ان الاختراق لايقف عند هذا الحد ، فهناك معلومات تقول الى وجود تجار يرسلون مندوبين الى بعض عيادات الاسنان لترويج مواد طبية يتم استخدامها في عيادات الاسنان ، واذا كانت غالبية اطباء الاسنان في الاردن يرفضون استخدام هذه المواد ويطردون حتى مندوبي الشركات ، الذين يعملون في هذا الحقل ، فاننا نرجو من لجنة مقاومة التطبيع ، ان تتوسع في جهودها ، وتعد قائمة سوداء باسماء كل المتعاملين مع اسرائيل ، وان يكون لها شبكة من مزودي المعلومات لها ، حتى لانصحو على انفسنا ، وقد ازدادت الاختراقات.
لايوجد مجال لمجاملة احد ، على حساب الاردن ، في هذه القضية ، فالتطبيع شأن خطير ، والذي يقرأ ملف التطبيع في مصر يكتشف ان كثيرا من المواد الزراعية والبذور والاسمدة واستيراد الفسائل والشتلات ادى الى حرق الاف الدونمات الزراعية في العزيزة مصر ، وادى الى تخريب ذات الارض بعد سنوات ، اذ قد لاتظهر الاثار مباشرة ، علميا ، حتى يكتمل التسلل ، الى هذه القطاعات ، وبامكان اي واحد ان يعرف الكثير عما حدث في الزراعة المصرية من وراء الاختراقات الاسرائيلية .
البعض يصف من يقاومون التطبيع بأنهم رجعيون او انهم متخلفون ، او انهم ضد قانون معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية ، واعجب العجيب ان قلوبهم تخفق خوفا على قانون المعاهدة ووجوب تنفيذه لانه قانون ، وينسون الاف القوانين الاخرى في البلد التي ضعفت او تتم مقاومتها ، او يتم القفز عنها ، ولانسمع لهؤلاء صوتا ، حول احترام القوانين الا في قانون معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية ، واذا كانت الدولة عقدت معاهدة مع اسرائيل ، فلم يطلب احد من احد ان يذهب ويدعم اقتصاد اسرائيل ، ويجمع اموال الناس ويضعها في يد اسرائيل ، اضافة الى انه لاضمانة اصلا ، بشأن تاثيرات هذه المنتجات على صحة الناس ، وقد لايعرف البعض ان نسبة السرطان والعقم والامراض ترتفع في الضفة الغربية جراء المواد الغذائية الاسرائيلية وجراء المياه التي تضخها اسرائيل ، بعد معالجتها ، باشياء لايعرفها احد.
من المؤكد ان هناك صفحات مخفية ، في ملف التطبيع مع اسرائيل ، فالامر قد لايقتصر على البطاطا او الموز او الكاكا اوالمانجا ، ولابد من وضع حد لمن يساعدون اسرائيل بشكل غير مباشر ، تحت مسمى التجارة والاستيراد والتصدير ، حين لايهم هؤلاء سوى ارباحهم ، التي سيرون نتائجها ، يوما ما ، في صحة اولادهم ، باذن الله ، حين يقتل اليهود الفلسطينيين واللبنانيين ، وقتلوا اردنيين وعراقيين وسوريين ، ومصريين ، والقتل مازال مستمرا ، ثم يأتيك البعض ليقول لك ، ان حبة المانجا الاسرائيلية يجوز اكلها ، وقد ارتوت اصلا من دمنا ، كلنا ، من المحيط الى الخليج.
مانجا تمت سقايتها بدم عربي..نكهة لايحتملها سوى الاوغاد فقط..من مساعدي القتلة.
m.tair@addustour.com.jo