عمون - أعرب العالم الاردني سديم قديسات عن فخره واعتزازه بالفوز بلقب الموسم الثامن من برنامج "نجوم العلوم".

وقال لوكالة الانباء الأردنية (بترا) خلال مهرجان أقيم في بلدته سوم/غرب إربد، الثلاثاء، إنه يهدي هذا الانجاز لراعي العلم والعلماء الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد والشعب الأردني والباحثين عن خير الانسانية حول العالم.

كما اعرب عن فخره واعتزازه بهذا الانجاز الذي جاء ثمرة جهد وتصميم متواصل لم يتوقف عند محطات الاحباط واليأس خصوصا بعد رفضه في الموسم السابق من البرنامج لكن ذلك زاده تصميما على النجاح وعاد بالاختراع الذي ابهر من كان سببا في رفضه من لجنة التحكيم في الموسم السابق، مؤكدا أن "الشاب الاردني يتمتع بقدرات وابداعات لا تتوقف عند حدود يجب استثماره واطلاق الافاق امامها لعكس ثمرة ابداعها ".

واشاد قديسات بدعم الاردنيين له في تحقيق الانجاز والذين صنعوا الفارق في المسابقة وكانت محط انظار المنافسين الذين استغربوا حجم التصويت.

ووصف لحطة اعلان النتيجة وفوزه باللقب بأنها تاريخية ونقطة تحول كبرى في مسيرته العلمية والبحثية، لافتا إلى أن أول ما بدر الى ذهنه في تلك اللحظة، أحد الاطفال المصابين في السرطان الذي كان شاهده بمركز الحسين للسرطان وهو يحاول أن يرسم البسمة والضحكة على شفاهه المتعبة.

واشار قديسات إلى أن العروض العالمية من كبريات المراكز والشركات بدأت تنهال عليه للتعاقد معه لصنع نماذج من الجهاز الذي ابتكره والذي يساعد في تخفيض زمن فحص الجينات من أكثر من ساعتين إلى أجزاء من الثانية ما يساعد على تسريع عامل الوقت في الكشف المبكر ومدى الاستجابة للعلاج.

وأكد أنه سيعمل جاهدا على تصنيع خمسة نماذج من الجهاز تكون باكورة تجربتها ودخولها الخدمة في مركز الحسين للسرطان ومدينة الحسين الطبية ومستشفى الملك المؤسس وبعض المستشفيات المتخصصة في معالجة السرطان في الوطن العربي.

وأوضح العالم قديسات أن الاهم من توفير الدعم المادي للبحث العلمي على أهميته هو ربط العقول الأردنية بالموارد المتاحة ليتسنى لها التعبير عن ابداعاتها، مؤكدا أن العقبات المادية يجب ان لا تقف بوجه الطموح والبحث العلمي.

وعن نشأته، قال قديسات إنه ترعرع في عائلة شغوفة بالهندسة والتصنيع زرعت في داخله بذرة الطموح بنقل هذه الهواية إلى أفاق علمية أوسع قادرة على خدمة البشرية والانسانية فكان تركيزه منصبا على العمل التطوعي في خدمة المصابين بمرض السرطان في مركز الحسين للسرطان.

وعن طبيعة وآلية عمل الاختراع ، قال العالم قديسات"الفحص الجيني هو نوع من الفحوصات الطبية التي تحدد مشكلة حالة وراثية معينة عند الشخص، وخلال قيامه بالبحوث ضمن مستشفيات مختلفة، لاحظ سديم بأن هناك مشاكل متكررة تحدث في مختبرات الفحص الجيني بسبب ضيق الوقت والاعتماد على العمل اليدوي".

واضاف ان "اختراعه الآلي للفحص الجيني يعمل على جعل هذه العملية آلية بالكامل، بهدف تقليل الأخطاء البشرية والتلوث العابر، وفضلاً عن الانخفاض الكبير في تكاليف هذه العملية فهي تسهم في رفع الكفاءة من حيث الوقت وتحسين النتائج وتقليل النتائج السلبية الخاطئة".

وزاد "استمد الهامي من المرضى، وسأبذل قصارى جهدي لإنقاذ حياة أي شخص. وسأواصل سعيي لأكون مساهمًا فاعلًا وبارزًا في مجتمعي".

يشار إلى ان العالم قديسات باحث طبي مؤهل للحصول على شهادة الدكتوراه، لديه ذاكرة موسوعية كما وصفته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وهو خريج كلية علم الوراثة من مركز 'إم دي أندرسون' لأمراض السرطان في جامعة تكساس، وهو أهم مستشفى عالمي في معالجة السرطان، وقبل ذلك كان تخرج من كلية الطب البشري في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وحاز على العديد من الجوائز من عدة معاهد في الولايات المتحدة الأميركية.