الذكرى الأولى لرحيل الشيخ سالم الحجايا
22-11-2016 12:05 PM
عمون- السلام على الشيخ المُهاب حيًا وميتًا، على الذي تعلم الحرف الأردني، فأبدع في رسمه لحنًا صحراويًا، اقتسم ألحانه مع (خوياه) في بادية الرجال،الذين طوَّعوا الصخر فصار رفيق دربهم في معايشة الحب والفقر ، و الكرامة وقسوة المكان ، والشرف والصبر ، " وما بدلو تبديلا ". فنمْ قرير العين وما أغمض لك جفن قبلها، و أنت تزرع الحب والخير في سنابل تعب في(القطرانه) لتزهر أوراق تعبك صروحًا تعليمية وصناعية ودينية، كانت حلمًا يراود خيالك،فأصبحت تُرى والدعاء يتبعك (جزاك الله كل الخير).
مثل الحلم مضيت سريعًا، كأنك طيفٌ من الغيم ،ألمّ فسقى أرض أهله ووطنه، فلما تراءت للعين زاهرةُ الرُّبا، حييّت فوُدّعت يا شيخ الرجال وسيّد صحرائهم، كنت يومًا تبحث عن تعليمك في بيئة لا تتجاوب كثيرًا وإياه، فرحلت نحو جنوب القلب وشمال الحرف ،إلى الكرك حيث مدرسة (أدر) لعلك تظفر فيها بشمس الكلمة، كان لك ما كان من تعليمٍ أوليّ نلته على بعد من الأهل والصحب، وتابعتَ طريق العلم في مدارس العظماء، منابر القوات المسلحة الاردنية في مدرسة النصر بالزرقاء ومنها إلى كلية الشهيد فيصل ، وبعدها كانت وجهتك إلى (بغداد) العرب.
بغداد ،التي كانت تمور بمخاض الثورة ، وتبني سلّمها نحو العُلا،فنلتَ منها علومك السياسية وحب العروبة وأهلها ، و ما الأردن عن عين بغداد ببعيدة ، وما شرقي البلاد عن قلبها بغريبة،ف "ليلى" العراقية لها أخت في "عمان " ترقبُ (وِلفها) بشوقٍ،ترقب سالمًا ، لقد كنت (ولفها) الذي تنتظر، ما طال الشوق بأهلك الطّيبين حتى رجعت، ولكنها أوبَةٌ بسيطة،لا لأنك لست مشتاقاً، بل لأن عندك لوعةً ولكنها لوعةٌ يذاع سرها دون وجلٍ ولا خيفة، لصروح العلم في امريكا، فشددت الرحال لجامعة(جنوب كاليفورنيا) و كأن الجنوب قدرك، فكان اختيار هذه الجامعة متوافقاً والعشق الذي تصبّرت به في غيابك هناك،حيث قلّ التعلل.
سيدي"ابا سفيان" ؛
ما كنت يوماً من الّذين يتنكرون لموطنهم، فكان حبك " لأول منزل " دليلك نحو القطرانه،مهوى الفؤاد ،تبني وتُعلي بنيان القرية يوم ذاك/اللواء الآن، وتنسج خيوط الأمل مع صحبك وبني عمّك،ولم يكن سؤالهم لك : " على أي الجانبين تميل " ، بل نحن يمينك على الخير والشرف، فكنت(صخرة الوادي) حين اشتدّ الزحام.
شرقت وغربت في موطن العز ما بين وظيفةٍ إدارية وأخرى استشارية، توطّد أركان بني جلدتك في صحرائهم ،عبر جهود لافتة مع المنظمة التعاونية الزراعية مع "خويك "مريود التل،ليكونوا شاهدين على شجرهم وحجرهم ،وليضربوا أوتاد خيامهم جذورًا هناك في باطن الأرض التي أحببت وأحبوا، مأوى حياتهم ومثوى مماتهم.
وليس أجدر من جذورك الضاربة في عمق الأصالة بالذكر في مثل هذا المقام ، الأجداد ..الأجداد ، (حمد) الجد، الفارس الكريم، " غبّاق ضيفه" ، حمد الذي استقبل المليك فيصل والمليك عبدالله الأول ، المبشرين بالثورة العربية الكبرى من بواكير انطلاقها، و لحظة وصولها معان.
هنئية هي الصحراء بكم و بجلدكم و صبركم ؛ فكم من الشّموس أنارت سماءها....والعلياءُ رايةٌ تناقلتها الأكفُّ الطاهرة...
فمن كفّ (حمد ) الجد.... إلى كفّ( مفرّح) الأب.. فكفّك أنت.
وما تلك العلياء عنك بعيدة ، يوم كنت أصغر عضوٍ في الاتحاد الوطني الاردني ، تصوغ مع الأردنيين النُّجب قوانين تنظم حياتهم ، وتشرّع لهم الأبواب ، مصعدين أرواحهم قبل عقولهم إلى سماء الحرية والكرامة.
" أبا سفيان " ؛
كنت فارساً جنوبياً، نصبت خيمتك في " القطرانة" بلا عمدٍ في زمن التفَّ فيه الأردنيون حول قيادتهم الهاشمية يدفعون عنه بلاء الحقد والحسد من الأخ القريب قبل العدوِّ البعيد ،فنسجت وإياهم ضحىً أردنيًابعيدًا عن تجار الوطن وسماسرة الهويّات.
سيدي " أبا سفيان "
انهض من غفوتك المؤقتة لتشهد صروح الوطن تعتلي بهمة قائدهم(أبي الحسين) وتزرع الأرض عناوين عزٍّ وكرامة، ها هي سيدة من بني عمك تنادي:
"مرحبا وان كان حابس معهم وان كان( سالم) عادل الصفين "
لتطرد ترويدة اليتامى: "" ليت المنايا اللي تيجي يا سلامة...""؛فأبناؤك ((سفيان. محمد وحمزة)) أبناء سيد من سادات الصحراء .. فهُم من جيل (حنّا كبار العرب......)الذين عرفوا طريق القدس قبل عمان وباب الواد قبل المزار،يعمرون الأرض ويصعدون السماء رجالاً ما لانت لهم قناة ،ولا سجدت لغير الله لهم جباه.
سيدي" أبا سفيان" ؛
إن كنت خفيت على أنصاف الرجال ،فإنك ما خفيت يومًا على من له "مقلة عمياء".
وما ذنبي سيدي " إن كنت جميلا وحظي قليل " ، ولماذا اللوم يا من تلومونني في حب( سالم ) ، و على حد ما قال إبن عمر رضي الله عنهما : " يلومونني في سالم وألومهم*****وجلدة ما بين العين والأنف سالم " .
الفاتحه على روحه الطهور ,,,
أبا سفيان..
عليك سلام من الله
عليك رحمات منه تعالى
حفظ الله الوطن
حفظ الله الشعب و القيادة الهاشمية
عاش أبو الحسين قائدًا ومعلمًا.
الأستاذ الدكتور عبدالباسط الزيود
الجامعة الهاشمية