قد يخدعنا البعض فترة من الزمن ,لكن لن يخدعونا طوال الوقت, فمن يَدَعون أنهم صقور أمام الناس وهم في الحقيقة ليسوا بصقور ,لا يمكن ان تخفى حقيقتهم على أحد, لأنه ومع مرور الزمن تنكشف شخصياتهم وخفاياهم تظهر على السطح للعيان فلا شئ الا ومعروف عند الآخرين, هؤلاء هم من لم يستطيعوا صعود القمم وذاقوا مرار التجربة, فتلاشوا وتلاشت أسماؤهم وبقوا في القاع لأنهم لم يكونوا صقورا حقيقية، اولئك الذين لا يخشون القمم الشامخة ولا يتعبون من الصعود ولا يضيرهم إدراكها ,من يصلون الى القمم بالمثابرة والإنجاز وتحقيق النجاحات المتكررة ,ومن يضعون البصمات القوية التي يدركها من واكبهم في مسيرتهم الحياتية المهنية والعملية.

الصقور لا تبني أعشاشها الا على قمم الجبال، وهكذا من لم يعرفوا الهوان والذل, وحافظوا على مرتبتهم صقورا فلم يقبلوا على أنفسهم الا السمو والرفعة في أعمالهم وبقيت سمعتهم تتلألأ في أعالي السماء نجوما ساطعه لا تمسها شائبة ,وبقي من يعرفهم يشير اليهم بالبنان ويفتخر بهم صقورا تحفظ منزلتها بين الناس.

هؤلاء هم الصقور الحقيقة ,من يسكنون في الاعالي وليسوا مثل من سقطوا وفقدوا مكانتهم لتدني أخلاقهم وهوان انفسهم ورضاهم بالرمم والدون لإنعدام الشهامة والنخوة والوفاء والانسانية عندهم.

من يحافظ على مستواه الحقيقي, يبقى صقراً في اعين الشرفاء, ومن ترخص عليه نفسه وتهون، يعيش بين الرمم والدون الذين لم يسمع الناس بهم أو يعرفوا أشكالهم الا على زمن من سقطوا مع رممهم ,فالصقر لا يتساوى الا مع عظماء الرجال الذين بأفعالهم وأقوالهم وأخلاقهم يثبتون وجودهم ويحفظون حقوق الغير ولا يظلمون ,فتبقى مكانتهم عالية في العقول والقلوب.

هؤلاء من يزينون الكراسي والمناصب لانهم فرساناً في انجازاتهم وليسوا كمن مروا مرورا وتلاشى مرورهم وفَقَدت اسماءهم بريقها ولم يتبقى لهم الا سمعتهم المخزية ورممهم التي تساووا معها في الدونية.

أما من تزينهم بصيرتهم وقوتهم في وضع النقاط على الحروف وإتخاذ القرارات السليمة دون مهابة في قول الحق أو لومة لائم ,ومن يعملون في وضح النهار كالصقور وليس كمن يخططون ويحيكون المؤامرات على منافسيهم الشرفاء كخفافيش الليل,ويغدرون بهم ويركضون وراء مصالحهم بدناءة ,اولئك هم الصقور الحقيقية التي لا يمكن طردها من مواقعها وإذلالها امام الناس لأن النزية والشريف ومن يمتلك الذكاء والنظافة ,العفة والجمال,لا يقبل أن يعلق به الغبار أو يعكر صفوه الشائبات والعوالق,ولا يقبل على نفسه الا ان يكون انيقا في مظهره ومميزاً في طباعه فلا يقبل رمم الغير لكبرياءه وشموخه وشجاعته ,,,ولنفوره من الرمم والدون.

أما فاقدو الرجولة والنزاهة والشهامة، وعديمو الكرامة والنخوة والشجاعة ومن لا يمتلكون النبل والعنفوان, فلا يمكن أن يكونوا صقورا, أو حتى يستطيعوا العيش بين الصقور ومجاراتهم, لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

رافقوا الصقور الحرة,, تزدانون عزاً وفخراً ترقى بكم فوق السحاب وإياكم ومرافقة من تهون عليه نفسه وترخص لاجل المال والمصلحة, تنزلون الى مستوى الرمم أمثالهم وكما يقول المثل: "خذ من الصقر ثلاثاً:الحرية,عزة النفس,بعد النظر."

وهكذا بعض من يجلسون على الكراسي, صقور في مواقعهم، يسجلون مواقف وبصمات لا يمكن ان تُنسى لهم, فمن يسير بدفة التربية والتعليم ويقودها الى طريق الاصلاح ويربط ليله بنهاره غير ملتفت الى الوراء وما خلفه البعض وراءهم من ترهل وتراجع وشُح في القرارات السليمة التي تصب في مصلحة التعليم,, صقر من صقور الوطن ومن لا يقبلون على انفسهم الا بصقور أمثالهم يعملون لمصلحة الوطن كخلية نحل بعيدا عن أي هدف شخصي أو سعي وراء المال.

سر معالي وزير التربية الدكتور محمد الذنيبات ,,فأنت صقر لا يهزه هوبرة من هوبرات المغرضين,, سر بكل ثقة،، ورب العزة يرعاك.