صلاة استسقاء أم رفع عتب؟!
م. محمود العوران
21-11-2016 01:12 PM
عممت وزارة الاوقاف على خطباء الجمعة الماضية بإقامة صلاة الاستسقاء، لتأخر الامطار وظهور حالة القحط والجفاف، وتبادر لذهني كما تبادر إلى أذهان الجميع، هل يجوز لنا أن نصلي صلاة استسقاء في هذا اليوم المبارك؟ وأمُرنا بيوم الجمعة أن نغتسل ونلبس أجمل الثياب ونتطيب كما أمرنا الله سبحانه وتعالى وهدي رسولنا عليه الصلاة والسلام، أم أن نظهر فقرنا وحاجتنا لله ونلبس ملابس رث، ونكون شُعثا غُبرا وليس بربطات عنقٌ وعطور فاخرة ؟!
جميعنا يعرف بأن صلاة الاستسقاء ركعتان يُقرأ بعدها سورتين، ويطيل بالتلاوة وهناك أيضا خطبة، فكيف لنا أن نصلي وننتظر إلى خطبتين وإذا الامام بصلاة الجمعة أطال التلاوة أو الخطبة، نجد أن البعض يتملل ويتذمر، والجميع في يوم الجمعة من له ارتباطات اجتماعية وعائلية، وان تحديد موعد الصلاة كان قبل يوم واحد فقط، فلماذا لا تكون صلاة الاستسقاء قبل عصر الجمعة أو في أي يوم آخر ؟!، وفي العراء كما ورد عن السلف الصالح أليس هكذا تعلمنا في مناهجنا المدرسية القديمة، أم المناهج الجديدة ستلغي هذه الشعيرة أو تجعلها صلاة استسقاء موديل 2016.
وغاب عن ذهن الوزير أن تقوم الوزارة بعمل حملة إعلامية لاظهار مكانة هذه الصلاة وأهميتها! بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي، فليس الحفلات الفنية بأهم منها ويعلن عنها قبل فترة يسمع فيها القاصي والداني.
وهنا أتساءل كما غيري أليس هناك رجل رشيد ينصح صاحب القرار ويقول لا، أم أننا تعودنا أن نبصم ونصفق للقرار وأن كان خاطئا وغير مدروس.
وزارة الأوقاف بها كفاءات علمية شرعية إلا أنه كما تعودنا المستشار لا يستشار، وأيضا نتساءل عن رأي الشرع من خلال دائرة الافتاء وعلمائها ومشايخها وفتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء ( يكتفي أن يستسقي الخطيب في خطبة الجمعة ولا يصلي الاستسقاء بعدها لأن ذلك مخالف لهدي النبي عليه الصلاة والسلام ).
جزا الله إخواننا الآئمة خيرا الذين اقتدوا بهدي رسولنا عليه الصلاة والسلام واكتفوا بالدعاء فقط.
فلتعذرني وزارة الأوقاف أكتب بحرقةٍ وألمْ لحالُ المزارعين وبحكم عملي قريبٌ منهم ويومياً أتابع أوضاعهــم المترديـــة، إننا فعلا بحاجـــة إلى صــلاة إستسقاء نرى وزير الاوقاف إمامًا لا وزيراً.
نريد إحياء هذه الشعيرة رأفة ورحمة بالمزارعين الذين لم يبقى أمامهم الإ رحمة رب العالمين متذللين خاضعين إلى الله سبحانه وتعالى ودمتم وطابت أوقاتكم.
أرجو أن لا أُتهم بجلدِ الذاتْ ولكن ...... احترموا عقولنا.