هلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك تذاكرك
عدنان الروسان
21-11-2016 10:01 AM
إن لوعة المعاناة وشدة الضنك تدفعنا للنظر إلى الأشياء نظرة سوداوية، كئيبة، مليئة بالخوف من المجهول الذي ينتظرنا، وشواهد الحال تنبئ بأننا على أبواب فصل جديد من فصول تدمير الكرامة الوطنية وذلك بتدمير نفسية وعزة المواطن الأردني الذي بات يأكل وينام في الحاويات.. بالطبع نستثني مستعمرات البيض في عمان الغربية ونتكلم عن الأردنيين الحمر الذين يعانون الأمرين في عصر الاختيار الطبيعي والبقاء للأفسد.
حينما نسمع عن كل المقدمات التي تسوق لنا من خلال الإعلام وكتاب الدعسة السريعة عن نية الحكومة الإقدام على موجة جديدة من رفع الأسعار وأن قدر الأردنيين حتى يحافظوا على أنفسهم من الموت بالقنابل والبراميل المتفجرة وأن يستظلوا بمظلة الأمن والأمان أن يموتوا جوعا وعطشا وببراميل الغلاء المتفجرة التي تقوم الحكومات بإلقائها على رؤوس الأردنيين وبمنهجية ورتابة وهدوء، يشجعهم على ذلك صمت الأردنيين الذين يحتسبون ذلك عند الله سبحانه وتعالى.
حينما نسمع عن رئيس الحكومة السابق وقد وقع اتفاقية أمضى من اتفاقية وادي عربة مع الملكية الأردنية أو عالية كما يعرفها الأردنيون بأن يحصل على تذاكر مجانية له ولأفراد عائلته مدى الحياة نقف حائرين، مندهشين، أهذا الهزبر الرئيس المؤمن الغاضب الذي كان يصول ويجول في البرلمان السابع عشر ويقول أتحدى أن تجدوا فسادا علي ولو بطابع بريد، يا عبدالله، رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "هلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك" ونحن نسأل يا عبد الله هلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك تذاكرك، وشركة الطيران الأردنية منكوبة منذ طفولتها فقد سرق منها كل من هب ودب وما جاءها أحد إلا واستغنى وبعضهم تملين أي أصبح من أصحاب مئات الملايين وهرب إلى نيويورك، الا تذكرون علي بن أبي غندور المسكين من رواتبه من الملكية صار مليونيرا وعنده وعند أولاده شركات طيران ونقل وأصبح مواطنا أمريكيا وقرف منا نحن الأردنيين، غريب يأتي إلى الأردن ما معه غير بنطلونه اللي لابسه فيخرج مليونيرا ويبصق علينا، ونحن الأردنيين لا بواكي لنا.
إلى متى يستمر الحال على ما هو عليه، ويبقى الأردنيون فقراء ويبقى الفاسدون ينهشون جسد هذا الشعب الصابر المرابط على ثغور الفقر وليس على ثغور فلسطين هل هو قدر محتوم، وقضاء لا فرار منه، وهل قدر الأردنيين أن تبقى المجالس النيابية كقطعان الأرانب، والحكومات كشيلوك اليهودي تاجر البندقية، والشعب كالخراف قبل عيد الأضحى، أليس من الحكمة أن تتدارك الحكومة الأمر وأن تجد بدائل غير أن تكون دراكولا ويكون الشعب الضحية، إلا يمكن أن نطمئن أحفادنا بأن هناك أمل في يوم ما أن يعيشوا سعداء في وطنهم وأن لا يتعرضوا لإمكانية أن يضطروا إلى التفتيش في حاويات النفايات أو أن يناموا فيها.
لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، وزفرات الموت التي يعاني منها الشعب الأردني قد تنقلب جحيما يأكل الأخضر واليابس فيما لو أقدمت الحكومة على تدليع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي على حساب لقيمات الأردنيين التي باتوا يجدونها بالكاد، ومن الحكمة أن يتوقف المحفل عن العبث الذي يمارسه، فقد خرج محفل الفساد عن حدوده وإذا كانت الحكومة مطمئنة إلى الصمت الرهيب الذي يسود وهم يرون الناس كأن على رؤوسهم الطير فإننا ومن باب الوفاء ومخافة الله نحذر الحكومة من عواقب الاستخفاف بالشعب الأردني وصمته وهدوئه.
مبروك بأثر رجعي لدولة الرئيس السابق تذاكره وسيسأل عنها يوم القيامة ولن يجد جوابا لا هو ولا من أعطاه إياها، وننتظر أفعال حكومة هاني الملقي وأداء البرلمان الثامن عشر عسى الله أن يهديهما فيكونا أقل جرأة على الله والوطن والشعب.