القرار الفلسطيني المستقل .. وزمن العزلة !
رجا طلب
21-11-2016 12:33 AM
في الوقت الذي يكرس فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس جل جهده لعقد المؤتمر السابع لحركة فتح في ظل تجاذبات وانقسامات خطيرة داخل الحركة ، تبذل الحكومة الإسرائيلية كل ما تستطيع من اجل خلق وقائع جديدة على الأرض قبل تسلم الرئيس دونالد ترامب سلطاته الدستورية كرئيس وتبحث مع مراكز دراسات وشخصيات مقربة من الرئيس الأميركي الجديد في كيفية « وأد « حل الدولتين والإبقاء على الوضع الراهن الذي دخلت فيه القضية الفلسطينية مرحلة « الموت السريري» بسبب غياب أية برامج فلسطينية فاعلة في مواجهة الاحتلال.
الرئيس عباس جعل من مؤتمر فتح السابع « أم معاركه « من اجل عقده بدون من يعارضون نهجه والتخلص منهم لمرة واحدة والى الأبد حسبما يعتقد ، أما نتنياهو فهو يكرس جهده السياسي منذ زمن مع حلفائه من اليمين الإسرائيلي من اجل تمرير قانون « تنظيم الوضع القانوني للبؤر الاستيطانية غير القانونية» الذي يهدف إلى « شرعنة « البؤر غير القانونية التي أقيمت على الأراضي الفلسطينية الخاصة، والتي بموجب هذا القانون ستصادر الحكومة الإسرائيلية حق استخدامها وليس ملكيتها، وسيطبق هذا القانون على المستوطنات التي أقيمت بموجب قرار حكومي مثل بؤرة عمونه ، وسيمنح هذا الإجراء المستوطنين الساكنين في هذه البؤر حق وضع اليد على الملكية مع مرور الزمن أما الفلسطينيون الذين يثبتون ملكيتهم للأرض، فسيحصلون وفقاً للقانون على تعويض مادي كبير.
صحيفة هآرتس ترى في هذا القانون ووفقا لافتتاحيتها في عددها الصادر في الخامس عشر من هذا الشهر ( إن مغزى هذا القانون هو تدمير سلطة القانون والسماح رسمياً بالنهب الجماعي للأراضي الفلسطينية ).
نتنياهو واليمين الإسرائيلي يرون في الغياب الكامل للسلطة الفلسطينية عن المشهد وتحديدا في هذا الملف الذي هو من أهم الملفات التي يمكن إن لم تعالج مبكرا أن تتحول لقضية خلافية كبرى مع ترامب على غرار ما حصل مع إدارة اوباما ، فرصة لتمرير القانون في الكنيست والاستقواء به في موضوع الاستيطان والمستوطنات سواء في وجه الفلسطينيين أو الأمم المتحدة.
ويدرك نتنياهو أن الرئاسة الفلسطينية ليس لديها أية رغبة في المواجهة معه ومع حكومته وأنها منشغلة تماما في عقد مؤتمر فتح السابع وما سينتج عنه من قرارات ستترك اثرها بعيد المدى على مستقبل حركة فتح ، بالإضافة لمعرفته بان الرئاسة الفلسطينية تعيش أزمة كبرى مع دول الرباعية العربية بسبب ما اسماه عباس « القرار الفلسطيني المستقل « وهي الدول التي تعد الحليف التاريخي والتقليدي لمنظمة التحرير ولحركة فتح بصورة خاصة وهو ما يشجعه على استثمار كل هذه الظروف لخلق وقائع جديدة تجعل من مسالة حل الدولتين أمرا مستحيلا وهو الهدف الاستراتيجي الذي يسعي إليه اليمين الإسرائيلي ، كما انه يدرك أن السلطة الفلسطينية وبالإضافة لكل ما سبق لا تملك أية إمكانية لطرح برامج مواجهة من أي نوع مع إسرائيل بما في ذلك المواجهة السياسية التي أصبحت الساحة الصراعية الأساسية والوحيدة للسلطة الفلسطينية مع إسرائيل.
دخلت القضية الفلسطينية ولأول مرة في تاريخها « زمن العزلة « أو « الموت السريري « في ظل هذه الظروف مجتمعة وبخاصة الظرف الفلسطيني الذي بات فاقدا لأهلية الاستمرار في احتضان القضية والعجز عن توفير ظروف دعمها بالإضافة لغياب البرنامج الوطني البديل « للمفاوضات من اجل المفاوضات « أو عقيدة « الحياة مفاوضات « التي مسخت قدسية القضية والنضال الفلسطيني وحولتهما إلى مجرد شيء اقرب ما يكون بالسلعة التجارية التي يظفر بها المشتري الشاطر يبيعها التاجر الفاجر.
الراي