الملكة رانيا : اعرف معاناة الاطفال وتحديات الاطباء كأم وابنة طبيب
04-04-2007 03:00 AM
عمون - في زيارتها الأولى لمدينة كولونيا الألمانية، افتتحت الملكة رانيا العبد الله مركزا طبيا لعلاج الأطفال. بهذه المناسبة تم توقيع اتفاقية شراكة بين ألمانيا والأردن لبناء مركز مماثل في عمّان.
"كابنة طبيب أعرف كم أن عمل الأطباء مليء بالتحديات، ولكني كأم أعرف أنه لا شيء أقيم من التغلب على تلك التحديات عندما يتعلق الأمر بأبنائنا. ولذلك فأنا أشكر كل طبيب وممرضة ومعالج أو أي فرد من فريق العمل الذي ساهم في مساعدة الأطفال لاستعادة قدرتهم على الحركة والحياة." هكذا بدأت الملكة رانيا كلمتها التي ألقتها في حفل افتتاح مركز إعادة تأهيل الأطفال الذي يحمل اسمها والتابع لجامعة كولونيا الألمانية. ويعد مركز "الملكة رانيا لإعادة تأهيل الأطفال والشباب" الأول من نوعه في العالم.وبالإضافة إلى التقنيات الحديثة والأجهزة المخصصة لأداء هذه المهام، أشادت الملكة رانيا بما يقدمه المركز أيضاً من رعاية وعناية بالأطفال، ما قد يعيد لهؤلاء الذين حرموا من الحركة واللعب في سن الطفولة، بريق أمل. كما عبرت عن سعادتها بتوقيع الاتفاقية الألمانية الأردنية التي ستنقل خبرة جامعة كولونيا إلى العاصمة الأردنية وتعطي الأمل للعديد من الأطفال الذين يعانون من عجز عن الحركة.
مركز إعادة تأهيل الأطفال من كولونيا إلى عمان
الدكتور شوناو مدير المركز قال "سبق افتتاح المشروع الطموح توقيع اتفاقية بين جامعة كولونيا ومركز الخدمات الطبية الملكية الأردنية. وسيتم على أساس الاتفاقية تدريب مجموعة من الأطباء الأردنيين في ألمانيا وبناء مركز مشابه في عمان، وذلك كجزء من مشروع مستشفى الملكة رانيا. هذا وسيتم افتتاح المركز في عام 2008".
وعن هذه الشراكة قال يوسف البطاينة القائم بأعمال السفارة الأردنية في برلين : "في الواقع هناك تعاون كبير بين جمهورية ألمانيا الاتحادية وبين المملكة الأردنية الهاشمية على كافة الأصعدة. كما أن جلالة الملكة عُرفت على المستوى العالمي بنشاطها الواسع في المجالات الإنسانية ومجالات المرأة وحقوق الطفل. فمن هذا المنطلق تهتم ألمانيا بنشاطات جلالة الملكة، ومن باب التقدير تمت تسمية هذا المركز الجديد باسمها."
تقنيات حديثة لعلاج الأطفال
وكان فريق عمل بدأ منذ أكثر من أربع سنوات بالقيام بعدد من الأبحاث لإيجاد أفضل الوسائل التي يمكن أن تساعد الأطفال غير القادرين على الوقوف أو السير على الشفاء. ومن ضمن التقنيات التي تمت تجربتها نظام الذبذبة "جاليليو" والذي يعتمد على تمرين عضلات الجسم المختلفة بتعريضها للذبذبات بغرض تقويتها. ومنذ شهر فبراير/شباط عام 2006 قام فريق العمل بقيادة الدكتور شوناو في تنفيذ المشروع الذي أطلق عليه: "وقوفاً على الأقدام". وبعد أن أثبت المشروع نجاحه في معالجة 79 طفل وطفلة، اتخذ القرار بتوسيع المركز وأعيد بناؤه بالكامل ليصبح مركزاً تبلغ مساحته 3000 كم مربع، ما يسمح بعلاج نحو 430 طفل وطفلة سنويا.ً أما عن إطلاق اسم ملكة الأردن على المشروع، فقد قال لنا الدكتور شونا مدير المركز: "الملكة رانيا مشهورة بنشاطاتها الاجتماعية الدؤوبة، خاصة فيما يتعلق بالأطفال، لذلك فقد اخترنا وضع اسمها عليه ويشرفنا قبولها لهذا الأمر."
علاج طويل المدى
يقيم الأطفال في المركز مع أمهاتهم لمدة أسبوعين، حيث يتدربون يومياً على أجهزة مخصصة للأطفال وسهلة الاستخدام. ويبدأ الأمر تدريجياً لمساعدة الأطفال غير القادرين على الجلوس، وبعدها يتدربون على الوقوف ثم على السير وهكذا. وكل ذلك عن طريق تقوية العضلات الضعيفة من خلال التمارين المختلفة. ويستمر العلاج في المنزل لثلاثة أشهر يليها علاج لمدة أسبوع في المركز وهكذا إلى أن يتحسن الطفل تماما.ً
كيم هاينريش إحدى الفتيات التي تبلغ من العمر عشر سنوات، استطاعت إدراك التقدم بعد القيام بتدريب الذبذبة على قدميها وقالت في حديث للدويتشه فيله: "لقد فوجئت بالتقدم الذي حدث حتى بعض بضعة أيام فقط من إجراء التمرين." بالطبع ليس التمرين سهلاً كما تؤكد كيم، وإن كانت بعض التمارين ممتعة خاصة تمارين المياه كما أن الرعاية والتفهم التي يقدمها طاقم التمريض تجعلها تستمتع بالتمرينات وهو ما أكدته والدتها أيضاً.
عن دويتشه فيله.. بالاتفاق