ترامب والأردن .. مروراً بالعبدلي
ماجدة المعايطة
20-11-2016 01:53 PM
في زحمة قُرّاء الفنجان السياسي، ممن يحللون مستقبل العلاقات العربية، ومنها الأردنية، مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، صار لي ثلاثة أيام وأنا أحاول أخذ تعليقات من النواب الجدد الأفاضل، خصوصاً وأن أحداً من الزملاء الإعلاميين لم يجّرب استنطاق مهاراتهم السياسية في ما يتجاوزانتخابات اللجان الداخلية للمجلس.
أنا شخصياً لم آخذ موضوع استنطاق النواب الجدد عن ترامب بشكل مهني جدّي .. فقناعتي الشخصية التي وجدتُ الكثيرين يؤيدونني بها، هي أن ترامب ربما لم يكن يعرف أو يسمع عن الأردن قبل شهر ديسمبر الماضي. أيامها فكّر بزيارة اسرائيل، ووجد بين مستشاريه من ينصحه أن يتوقف في طريق عودته بعّمان ليزور المغطس ويستخدم صوره هناك في دعايته الانتخابية ، وهو المحسوب على المحافظين شبه المتدينين في الحزب الجمهوري. يومها نقلت وكالات الأنباء عنه قوله: سأزور اسرائيل والأردن ا ثم اكتفى بوصف الاردن أنه "بلد معظم أهله مسلمين". استخدم ترامب يومها هذاالتعريف بالاردن ، ليدافع عن نفسه بعد أن كان وصف المسلمين باوصاف سمعناها كلها.
ستة نواب أفاضل، بينهم سيدتان، سألتهم في العبدلي، عن رؤيتهم أوتوقعاتهم لنوعية العلاقة المنتظرة بين الأردن وبين الإدارة الأمريكية الجديدة التي بدأت تتولى مفاصلها السياسية الحساسة شخصيات موصوفة بالتطرف اليميني وأحياناً بالعنصرية. وللأمانة فقد أرفقت اسئلتي لهم بتأكيدات أن ما سيقولونه لن يخرج على الفضاء التلفزيوني بل سينشر على الفضاء الالكتروني، وفي ذلك تخفيف لأي إحراج محتمل لهم .
كلهم تقريبا كرّروا نفس المقولة الشائعة، وهي أن كل ما تحدث به ترامب من قضايا سياسية عامة (وبعضها يتصل من قريب أو بعيد بالأردن)، كان "حكي حصيدة"، أي عرط انتخابي لا يُلزمه ولا يَلزمه عندما يتصدر المكتب البيضاوي في يناير القادم.
بعض النواب أشار في هذا الصدد الى موضوع القضية الفلسطينية والقدس وتعهُّد ترامب بأن يعترف بها عاصمة لاسرائيل، او موضوع المقدسات والمستوطنات، وهي قضايا بالتأكيد تزعج الأردن لو أن ترامب سينفّذها. معظمهم استبعد أن يستعجل ترامب على هذه القضايا، لسبب أن أولويته في الشرق الأوسط هي موضوع الإرهاب، والحرب الدائرة الآن في العراق وسوريا لاجتثاث داعش.
وفي هذا الخصوص، استذكرتْ نائباً فاضلة، كنّا عملنا معاً في الإعلام ، أن ترامب سبق واختار دولتين عربيتين اعتبرهما حلفاء رئيسيين في معركته ضد الإرهاب، وهما الأردن ومصر. وفي ذلك ما يقلّل من هواجس المتشككين في مستقبل العلاقة بين عمان وواشنطن للسنوات الأربع أو الثماني القادمة، وهي سنوات تعتقد الزميلة النائب أن الشرق الاوسط سيظل خلالها يخوض حرباً عالمية طويلة ضد الإرهاب.
لم أجد في كلام النواب عن مستقبل العلاقة بين ترامب والاردن، شيئاً مختلفاً عن الذي سمعناه طوال الأسبوع الماضي الذي أعقب وصول ترامب للبيت الأبيض.
ملاحظة غاية في الطرافة والأهمية سمعتها من نائب مجتهد مستجدّ على العبدلي . فقد اكتفى بالقول أنه لا يزال ينتظر أن يعرف اسم الشخص الذي أبدع تلك التغريدة فائقة الذكاء التي نشرتها "الملكية الأردنية" على موقعها في تويتر بأواخر أيام الحملة الانتخابية الأمريكية.
يومها وجّهت "عالية" رسالة تسويقية ساخرة ،خارجة عن المألوف، حثّت فيها المسلمين لأن يسارعوا بشراء تذاكر لزيارة الولايات المتحدة قبل أن يمنعهم ترامب من ذلك، إن هو فاز . التغريدة تحولت الى خبر عالمي وحققت للخطوط الملكية شهرة مضاعفة عدة مرات، وبدون كلفة. لكن مع احتمال أن تكون ،تلك التغريدة، أوجعت ترامب قليلاً، ليبقى يتذكرها كلما جاءت سيرة الأردن.