في التقاليد للقبائل البريطانية خاصة القبائل الاسكتلندية فإن عقاب الكذاب القلي بزيت الحيوانات وحتى النفس الاخير...
قبل سنوات قليلة وفي مثل هذه الايام جال رئيس وزراء بريطانيا "ديفيد كاميرون" في ربوع بلادنا وأطلق أثناء جولته عدة تصريحات لم ولن يصدقها أحد وهو ايضا ومنها: 'إلتزام بريطانيا بلاده بأمن وإستقرار المنطقة .. والدفاع عنها ..
فرغم المعاهدة الأردنية البريطانية لم تسع الحكومة البريطانية ولو مرة ورغم نفوذها الكبير على الساحة الدولية للقيام بتنفيذ قرار الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين الذي صدر 1947 وافقت عليه بريطانيا والأردن قبل حرب 48 وقد انتهت هذه الحرب بسيطرة إسرائيل على 78 % من أرض فلسطين التاريخيةوتحت سمع وبصر الحكومة البريطانية..
وبعد 19 عاماً من نكبة 1948 إحتلت إسرائيل القدس .. والضفة الغربية كاملة والتي كانت جزءاً من الأردن ومرة أخرى تخذل الحكومة البريطانية ' الحليفة التاريخية للحكومة الأردنية '.. لم تقم أبداً وحتى كتابة هذه السطور بالضغط على العدو الإسرائيلي المحتل للانسحاب وتنفيذاَ للقرارات الدولية من الأراضي العربية المحتلة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة والجولان وسيناء , وهل تستطيع بريطانيا أن تقوم بالضغط على إسرائيل للانسحاب أو إنتقاد ممارساتها في الاراضي العربية المحتلة
وهل ننسى تنكر بريطانيا لوعودها للشريف حسين بالاستقلال وبأن يكون ملكاً على البلاد العربية, فقد قامت الحكومة البريطانية مع الحكومة الفرنسية وسراً العام 1916 بتقسيم الوطن العربي بين الحليفتين بريطانيا وفرنسا وفق "اتفاقية سايكس وبيكو" مقتطعةً أجزاء منها لآخرين ومنها : فلسطين وطن قومي لليهود وجبل لبنان للمسيحيين العرب ولواء الإسكندرون لتركيا ولواء الموصل للعراق وباب المندب و'خليج عدن ' لبريطانيا .
وهل تناسى السيد 'كاميرون ' لا فض فوه أن بريطانيا بلده هي التي "اخترعت" وعد بلفور سيئ الذكر لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين قلب وطننا العربي والفاصل بين جناحيه شرقه وغربه.
في زيارة ' كاميرون ' هذه لبلدنا الأردن طرح مجموعة من التصريحات العدوانية المقززة منها : ' أنه ضد العنف وسفك الماء في سوريا ..! فمتى كانت بريطانيا و' أخواتها ' حريصة على الدم العربي والذي أُريق هنا في شوارع عمان وفي جميع مستعمراتها في العالم عامة ووطننا العربي خاصة في فلسطين ومصر والعراق وعدن وليبيا ومصر والسودان ودول الخليج العربي ولا داع لفتح الجروح الواسعة التي تركها المستعمر البريطاني في وطننا العربي الكبير ولن نتحدث عن المشانق التي نُصبت للثوار الأحرار في فلسطين جمجوم والزير وحجازي و' مذبحة دنشواي ' في مصر وفي طبرق في ليبيا والخرطوم وعدن وغيرها .
وهل ينسى العرب القنابل الحارقة والمحرمة دولياً التي استعملتها بريطانيا أثناء العدوان الثلاثي على مصر العام 1956 ومعها إسرائيل وفرنسا وبالتحديد ضربها بالطائرات لمدن القناة بورسعيد وبورفؤاد والسويس والإسماعيلية وغيرها من المدن المصرية.
أليس ما يحدث في سوريا الآن من حرب أهلية ومذابح هي صناعة من بريطانيا وأمريكا وفرنسا و' أخواتها ' لإبعاد هذا القطر العربي الأصيل عن قضاياه القومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوحدة العربية.
تصريحات أخرى كثيرة أطلقها رئيس الوزراء "ديفيد كاميرون" وفي عصر زدهار الكذب..!
odehaodeha@gmail.com