الكلور هل هو فعلا رمزاً السلامة ؟!
د . ردينة بطارسة
10-10-2008 03:00 AM
بقي الماء وبرأي الجميع أفضل منظف على الإطلاق , خاصة أن جميع الديانات السماوية دعت إلى الاغتسال بالماء للحفاظ على النظافة وفي جميع الحالات الشخصية والمنزلية والطبية وغيرها . ولكن في الفترة الأخيرة جاءتنا بعض الدراسات بتحذيرات تتعلق بالأشخاص الذين يقومون بالاستحمام بالمياه التي تحتوي كميات كبيرة من الكلور ولمرات كثيرة والأشخاص الذين يستخدمون المسابح بصورة مستمرة وما قد ينتج عن ذلك من أثار سلبية على هؤلاء الأشخاص وخرجت بعدد من النتائج , قد تجعلنا نقف عندها مطولا وننظر إلى الموضوع من ناحية السلبيات والايجابيات حيث أن الدراسات أظهرت أن هناك فئات معينة تتأثر أكثر من غيرها بالكلور الموجود في مياه الاستحمام وبرك السباحة حيث ركزت الدراسات على فئة الأطفال الذين يعانون من مشاكل تنفسية تظهر على صورة مرض الربو المزمن حيث لوحظ أن الأطفال الذين يقومون بالسباحة في برك مغلقة وبصورة دورية قد عانوا من زيادة ملحوظة من أعراض الربو ونوبات صعوبة التنفس الناتجة عنها .
هذا وقد أطلقت هذه التحذيرات صافرة الإنذار لأهالي الأطفال المصابين بالربو للتفكير أكثر من مرة قبل إرسال أطفالهم إلى المسابح حيث أظهرت دراسة بلجيكية أن كلور المسابح يشبه أضرار الدخان على رئات البالغين , وحذرت الدراسة أيضا من خطورة التعقيم بالكلور بكميات كبيرة خشية تفاعلات قد تحدث بين الكلور وعرق أجسام السابحين وينطلق من هذه التفاعلات في ظل وجود الحرارة المناسبة خصوصا في البرك المغلقة أبخرة غير محسوسة تتسرب إلى الرئتين تلحق ضررا بالغا فيها , وتوصل بعض العلماء إلى نوع من البروتينات يستقر بكميات كبيرة داخل رئات السابحين الدائمين حتى وفي رئات الأطفال الذين لا يسبحون وإنما يكتفون بالجلوس على حافة حوض السباحة يعمل هذا البروتين على زيادة الآثار السلبية لمادة الكلور على الرئة بحيث يؤدي إلى تهتك الطبقة المخاطية الواقية لنسيج الرئة من الالتهابات وبالتالي يزيد من خطر التعرض المباشر للكلور, واستنشاق بخار الكلور أثناء الاستحمام يزيد من مشكلات الربو والحساسية والجيوب بالإضافة إلى الآثار المحسوسة مثل تدميع العينين والحكة والبلغم وقد يتطور ذلك ليسبب التهابات في الشعب الهوائية والرئتين خاصة أن الجسم يمتص الكلور الطيار أثناء الاستحمام بنسب عالية بعكس ما قد ينتج في حال شرب مياه مكلورة بنفس كمية الكلور , وفي بعض الأحيان قد يتطور نتيجة الاستنشاق الدائم للكلور وامتصاصه بعض أنواع الأورام السرطانية التي لها علاقة بتحول الكلور إلى مادة الكلوفورم المسرطنة ولكن ذلك ينتج عن التعرض لأبخرة الكلور بصورة مستمرة ولفترات طويلة .
وقد اشارت الدراسات الى ان كميات الكلور الكبيرةقد تؤدي الى تدمير فيتامين ( هـ ) وبالتالي الى اثار جانبية على البشرة , والتي غالبا ما تكون على شكل احمرار الجلد وفروة الرأس بالإضافة إلى جفاف البشرة والجلد وأعراض الحساسية الحادة بالعينين , هذا وقد خرجت الدراسة بان الاستحمام في مسبح مكلور يجعل البشرة تمتص الكلور خلال عشرة دقائق وهذا يفوق اثر الكلور الناتج عن ما يزيد على 8 كاسات ماء مكلور .
ويعتبر الكلور من المواد المؤكسدة التي تحتوي جزيئات أكسيجين غير مستقرة تتحد مع المواد الأخرى مما ينتج عنه آثار سلبية بتقليل مستوى الأكسيجين في الخلايا ومن ثم تقليل أداءها ومن ناحية أخرى قد يؤدي تدمير فيتامين "هـ" الناتج عن الكلور إلى زيادة خطورة الإجهاض عند الحوامل وضعف بالأسنان وتلونها.
وفي النهاية أقول أن هناك تساؤلا قد ظهر على السطح مؤخرا مفاده أن الكلور قد يتخلى فعلا عن كونه رمزا للسلامة والأمان ؟؟ وهذا التساؤل دفع بالعلماء والمختصين إلى البحث عن بدائل جديدة للكلور لتعقيم مياه الشرب والمسابح ومنها استخدام غاز الأوزون الذي يمكن من خلاله تقليل الآثار السلبية الناتجة عن أبخرة الكلور الموجود في مياه الاستحمام والمسابح المكلورة مع تمنياتي بالسلامة للجميع إن شاء الله .