نبارك للوطن الحراك السياسي في الفترة الاخيرة ونتمنى أن يكون غايته الوطن والمواطن, ونتابع بكل اهتمام تفاصيل المرحلة وما يدور في مطبخ القرار الحكومي , ويعتبر الربع الاخير من هذا العام هو ربع أردني بامتياز لما فيه من استحقاقات دستورية ونقاشات ذات مستوى يرقى لمستوى الوجع الاردني وأهم ما ميز هذه الفترة الورقة النقاشية السادسة والتي من خلالها كل مواطن أدلى بدلوه فيما تناولته, وكان المواطن الاردني في قمة الوعي والادراك للحالة الاردنية وما يمر به الوطن, واستطاع ان يكون على قدر المسؤولية ويبقى أن تكون الحكومة على مستوى الشعب وترأعي الأمانة في التخطيط والتوزيع وتقييم الاخطاء السابقة ورفع الظلم عن مناطق همشت لعدم قدرة سكانها على رفع الصوت وبلوغ مبلغ أبناء المناطق الاخرى.
وصل المواطن في الاغوار في خضم النشاط الحكومي في الأونة الاخيرة الى مستوى الامل والفرح والنشاط والمطالبة بحقوق وامتيازات تأخرت عقود من الزمن , والشباب يعي بأن بساطة الاباء وهمهم كان الوطن ولو وصل بهم الامر بالنوم جياع , وطبيعة الاغوار الحدودية أقرب الى دولة لم يأتمن جانبها أبن الاغوار , ولذلك كان دائما يحافظ على وطنه ولا يسمح بحدوث أي خلل في منظومة الامن الداخلي ,هُم الاباء والاجداد كذلك الى أن وصل الامر باستفحال الترهل الاداري والحكومي في التعامل مع مطالب وحاجات وادي الاردن , والذي يعاني من شبه دمار كامل في جميع القطاعات وأهمها القطاع الزراعي.
حكومة في نشاط يلاحظ، وديناميكية تحسب للملقي وفريقه, وجولاته في المحافظات تنعش الأمل في إعادة صياغة العلاقة بين الحكومة ومناطق الاردن وخاصة المهمشة والبعيدة عن تفكير أصحاب القرار المركزي , والتي عانت في سنوات سابقة من النسيان الوطني , كانت جولات جلالة الملك عبدالله الى أفقر المناطق واصعبها معيشة هو الأمل والاعتقاد بأن تحذو الحكومة حذو جلالة الملك ولكن كان ما كان من بقاء الحال وعدم الالتفات الى جوانب الهم الاردني في قرى وبواد وأرياف ومخيمات قدرها عدم وجود ابنائها من علية القوم.
نأتي الى الاغوار الاردنية وبها من الهم ما يحتاج الى مجلدات للتعبير عن التقاعس الحكومي في معالجة قضاياه وهمومه, عودة بسيطة الى قضايا القطاع الزراعي وما آل اليه من دمار وضياع والارقام الاخيرة تنبئ بموت القطاع من أهمها ترك الزراعة نهائيا والاستيلاء عليها من عمالة وافدة , ومطالبة الجهات الدائنة للغالبية العظمى من المزارعين بسبب تراكم الخسائر في السنوات الماضية , لايخفى على أحد الزمن الذهبي لهذا القطاع عندما كان أبن الاغوار يغذي خزينة الدولة من العمل الزراعي وعدم حاجته الى الخدمات الحكومية الى أن وصل الامر بعدم القبول بالوظيفة الحكومية مما أجبر أجهزة الدولة التعيين في دوائر الاغوار من ابناء المحافظات المجاورة, ولن ننسى مصنع رب البندورة في منطقة ديرعلا وما شكله من مصدر قوي للعمل والنشاط التجاري فقط لوحده استفادت منه أكثر من الف أسرة في حينه الى أن استطاعت الخصخصة القضاء عليه ولغاية الان هو في مكانه بعد بيعه لعدة جهات حسب ما رشح من معلومات بثمن بخس وهو الان قابع في مكانه حديد وقد اعتراه الصدى ولم تستطع أي جهة حكومية فك لغزه للآن.
القطاع الزراعي يحتاج الى جرأة من مسؤول يقدر أهمية القطاع الزراعي , وواجب على الدولة الوقوف الى جانبه وعودته الى مكانه الصحيح بجانب قطاعات الانتاج الاخرى ونعلم كم دعمت الحكومات السابقة تلك القطاعات بامتيازات ضريبية واعفاءات, رغم قلة العنصر البشري الاردني بتلك القطاعات , تستطيع الحكومة دراسة ديون المزارعين من خلال الاقراض الزراعي من خلال شطبها او تأجيل السداد أو وقف الفوائد المترتبة على المزارع الاردني مما يدخل النشاط والفعالية لهذا القطاع وأبعاد هواجس بحق الحكومة حيال تعاملها مع الزراعة الاردنية وانها تهدف الى القضاء عليها.
طريق العارضة ليلة كتابة هذا المقال وفي المساء حادث قوي لم نعرف نتائجه , اخبار حوادث طريق العارضة يوميا وفي أيام أكثر من حادث , أرواح تذهب واصابات منذ عقود من الزمن ولم يرف جفن أي مسؤول , من لايعرف طريق العارضة يعتبر من أخطر طرق المملكة وأكثرها حوادث بسبب تعرجاته وملاصقته للمناطق المنخفضة , طالب الاهالي وبشكل حثيث من الجميع الرأفة بأبناء الاغوار والعمل قدر المستطاع في تحسينه وادخال بعض لوازم السلامة العامة , دائما الوعد السنة القادمة على الموازنة وكم تمنينا لو كل رئيس حكومة عنده مخافة الله استطاع تحسين فقط كيلو متر واحد لانتهى العمل بهذا الطريق منذ سنوات.