''شات'' و''مسجات'' أشبه بمسخ لغوي تفتك بحصن اللغة العربية المنيع !!، يصلني يومياً رسائل قصيرة باللغة الإنجليزية لكن بكلمات عربية حيث تستبدل بعض الحروف العربية فيها بأرقام هندية، فمثلاً الحاء تصبح الرقم 7، والعين الجميلة تصبح رقم 3، وغيرها الكثير الكثير، حالة مقلقة باتت تتنامى يومياً وتتناقل بسرعة الاتصالات.
فلنأخذ من احصائيات منظمة اليونسكو العبرة والعظة؛ بخصوص إنقراض اللغة التي تشكل خط الدفاع الأول في مناعة الأمة، حيث تؤكد الدراسة أن عدد المتكلمين باللغة مهما كان كبيرا نسبياً فأنه لايشكل حماية لها، فاللغة العربية والتي لها مكانة عالمية جيدة إلا ان هذا الفتك والاختراق الذي نالها نصيب وافر من عالم التواصل والاتصالات، فبات يستدعي منا جميعا كأفراد نفخر بلغة الضاد ان نقف بالمرصاد لهذا الاختراق السريع التنامي.
''مرفوض''... حملة ابتدئ بها من نفسي على الأقل، وسأرسلها لكل الرسائل التي تصلني مشوهة جمال اللغة العربية، ولنستذكر تجربة اندثار اللغة العربية في جزيرة مالطا؛ حيث تحولت اللغة العربية الى لغة أوروبية من جذور وأصول عربية.
''وبعد خراب مالطا'' آن الأوان أن نبدأ بتحصين وعاء الثقافة الأول ومهدها الأصيل من هذا الخطر؛ الذي يمتد لمناح ثقافية واجتماعية، وربما تشويه تاريخي وسياسي يفتك بالأمم على المدى الطويل، فالاستعمار الحديث لم يعد أسلحة ومعارك طاحنة؛ بل بات يأتي في أشكال مبطنة وذات تأثير كبير يبدأ من الثقافة والتاريخ و يمتد لمناح الحياة الأخرى، فلكل عصر أدواته وغزواته.
أدعوكم ونفسي لنبدأ بالذود عن هذه اللغة العربية الجميلة؛ التي احتوت تراثنا وحضارتنا ولنبدأ بالرفض جمعاً وأفراداً، من أي مصدر كانت تصلنا سواء من الرسائل القصيرة او بالبريد الإلكتروني أو أي كان، وهنا نناشد وزارة التربية والتعليم بالمساهمة الأكبر في الدفاع عن هذه اللغة الأم بإرجاع دروس النسخ وتفعيلها وتخصيص جائزة لطلبة المدارس المتفوقين باللغة العربية والنسخ والذين يتحدثون بهذه اللغة الفصيحة ويكتبونها في الصف والنشاطات.
مرفوض...مرفوض..مرفوض حتى آخر حرف هذا الأختراق اللغوي اليوم وغدا وفي المستقبل، فهذا الهجين الممسوخ فقط موجود في لغتنا العربية سؤال نطرحة اليوم لماذا العربية دون غيرها من اللغات؟!!.
diana-nimri@hotmail.com