- ألف مبروك للرابح الأول مع حساب سيارة ( ....) مجمركة، مسجلة، مرخصة، مؤمنة و شاملة ضريبة الدخل.
- ألف ألف مبروك للرابح الأكبر , شقة سوبر ديلوكس مع جوائز القوشان.
- ألف مليون مبروك للفائز بالذهب في مسابقة أكشط وإربح .
- الف مليون مليار مبروك . فزت معنا بغسالة حوضين وثلاجة 6 قدم وهي بالمناسبة « أنتي فريز « .
- ألف تريليون مبروك الحسنة بعشرة أمثالها فزت معنا بنفقات حج وعمرة .
ما زلت أذكر كاركتيرا للرسام المبدع الصديق عماد حجاج كثف فيه قصة جوائز المسابقات , التي دأبت بنوك وشركات اتصالات ومحارم وغيرها على تنظيمها على سبيل الترويج .
الكاركتير يحكي قصة أبو محجوب بطل كل رسومات حجاج , الذي ربح سيارة من باكيت محارم , وشقة من كرت شحن , ومبلغاً من المال من بنك وحفلة عرس من صالة أفراح وما بقي هو العروس والتي ربما ربحها أيضا في مسابقة ما ..على أية حال , لست ضد هذه الدعايات ولا ضد مسابقات الجوائز , لكنني ضد أن تكرس ليل نهار مثل حلم يرواد الناس ويجعلهم قائمون نائمون لحصدها , ولا شغلة ولا مشغلة كما يقال سوى تتبعها والإشتراك بها كلها ومتابعتها, على أمل الفوز بأحداها كي يطلق الفقر بالثلاثة وكي يخرج الى الدنيا مرفوع الرأس متاح .
إن أسوأ ما يمكن أن ترتكب من أخطاء هي منح الناس فسحة من أمل لا يتحقق وإن تحقق فلا تعب ولا لذة في تذوقه بعد عرق وعمل وجهد وطموح, وإن أسوأ كوابيس هذا العصر جعل الناس يلهثون وراء السراب علهم يفوزون بشربة ماء .
بمجرد إرسال رسالة نصية قصيرة. يبدأ الحلم بالثروة وتكبر الآمال علها تأتي بالحظ، لكن الأدهى هو أن تتعلق آمال تحصيل الثراء على كلب أو حصان أو كرت شحن أو حتى مكالمة هاتفية .
حتى السفارات ووزارات الخارجية الغربية دخلت على خط اليانصيب فتعقد في كل عام قرعة لبرنامج التأشيرة العشوائي - هجره اليانصيب- يمكن للفائزين في القرعة التقدم بطلب للحصول على تأشيرة اليانصيب لغرض الهجرة مع زوجاتهم وأولادهم القصر .
إكتشفت الحكومة هذا المصدر من الإيرادات الضائع بإعتباره كنزاً لم يخطر على البال , فرفعت الضريبة على أرباح الجوائز العينية والنقدية وأرباح اليانصيب إلى 15%، من قيمة الجائزة التي تتجاوز ألف دينار أردني استثمارا لاتساع دائرة ألعاب الحظ وعدد المشاركين ما يحقق موارد إضافية للدولة.
الحقيقة الثابتة هي أن البنوك تربح مدخرين جددا وشركات الإتصالات تربح مشتركين جددا والفضائيات تربح مالا وفيرا تتقاسمه به مع شركات الإتصالات بينما يحظى فائز واحد أو إثنين وحتى ثلاثة ولو كانو عشرة بالفتات .
كنت أتابع إحدى القنوات المتخصصة بمثل هذه المسابقات , ولفرط ما إنتابتني موجة من الضحك , واصلت المتابعة , فقد كانت المذيعة تخلط اللهجات العربية جميعها بعضها ببعض , وكأنها في جامعة الدول العربية ’ فتقول بالمصرية « اتصل دلوقتى، الخط مفتوح، أبغيك تشارك وماكو خسران عيني , وأديش بتتصور رح تربح قلتلك ويش رح تربح برشا فلوس , مرة مصاري « .. لكن اللافت أن الشخص الذي يتمكن من إلتقاط الخط ويجيب إجابة خاطئة هو نفسه في كل مرة بينما يخسر مئات المتصلين دقائق من هواتفهم لصالح المحطة وشركة الإتصالات وهم على قائمة الإنتظار .
وقبل أن أنتقل الى قناة أخرى كان مذيع عريق يقفز ويلوح بالقلم , مبروك ألف ألف مبروك فزت معنا بالجائزة الكبرى , شيك لمدى الحياة .. !!.
الراي