ألم يأن الأوان لعلماء الشيعة، لمراجعة الموروث الديني، في كتبهم، خصوصا، ان كل الموروث الديني عند السنة والشيعة، لم يدون الا بعد مئتي عام، واكثر، وهي روايات قد يكون دخل عليها الكثير من التحريف او الدس، وذات العلماء عند السنة والشيعة، ينفون روايات كثيرة، ويضعفون احاديث، فهذا علم بحد ذاته.
اللافت للانتباه في المعركة الطائفية في المنطقة، تلك الشعارات المؤذية، التي تؤجج الحرب بين اهل المنطقة، ومن ناحية دينية يستند الشيعة الى روايات كثيرة، ضد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضد زوجاته، وهي روايات تصل في بعض مذاهب الشيعة الى ما لا يمكن قوله او نطقه، جراء شدة الاساءات والاتهامات فيه، اساءات يتم نشرها، باعتبارها نوعا من انواع العبادة، والعياذ بالله.
يخطر على بالي سؤال واحد دوما، الا يتنبه علماء الشيعة، الى فكرة خطيرة جدا، تتسلل بعلم او جهل، عبر تقديم صورة النبي صلى الله عليه وسلم، بصورة النبي الذي يجهل ما يدور حوله، والعياذ بالله، وصورة النبي المحاط بصحابة سيئين، وزوجات سيئات، وهو العالم بخفايا من حوله، وهل يعقل ان يواصل علماء الشيعة، تقديم هذه الصورة للنبي صلى الله عليه وسلم، عبر القول بشكل مباشر، ان كل من حوله، ليسوا على خير، من ابي بكر الى عمر وصولا الى عثمان، وعائشة وحفصة، فهذه الصورة تؤدي الى دلالة تمس ذات مقام النبي، فهو لا يعرف من حوله، ولا يعرف ماذا يفعلون، ولا ماذا سيفعلون، وبالتالي هو محاط بمجموعة سيئة جدا، لم يكتشف خطرها الا من دونوا هذه الروايات ضد صحابة رسول الله وعرضه وبيته، وهم هنا، يقدمون صورة تمس النبي، وعلمه، وتظهره غائبا ومغيبا؟!.
معنى الكلام، ان هذه الروايات التي تمس اهل بيت رسول الله، زوجاته، ثم صحابته، تبدو في ظاهرها مسًّا بهؤلاء وحسب، لكن في حقيقتها، تؤدي الى رسم صورة غير لائقة لذات النبي، عبر القول انه محاط بمن يغدرون ويكذبون، ومن هم غير مؤتمنين، واستطاعوا ان يقنعوا الرسول انهم على خير، وانطلى الامر على النبي، وهذا مغزى روايات الشيعة، فهل الرسول صلى الله عليه وسلم، المؤيد بالله، ثم بالوحي، كان غافلا عن كل من حوله، وما يفعلونه، وماسيفعلونه، وهذه خلاصة تمس ذات مقام النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تليق به، ولا يصح تثبيتها كخلاصة غير مباشرة، اذ لا يصح ان يحيط النبي نفسه، بكل هؤلاء بذات الصفات التي يلصقها علماء الشيعة بهم، فهذا مساس بذات قدر النبي واطلاعه على سرائر ومستقبل من هم حوله وحواليه، هم يوجهون الكلام الجارح لزوجات النبي وصحابته، لكن الجرح في سمعة النبي ذاته، عبر رسمه بصورة الذي يتم تضليله، حاشى لله، ان يكون كذلك.
يقال هذا الكلام، حتى يتوقف كثيرون عن مسّ عرض النبي، ومس زوجاته، وخصوصيات بيته، واهله وصحابته، فكل هؤلاء عند ربهم، ولا يفيدهم كل هذا الكلام والادعاء، والتزييف، والقتل باسمهم، هم في كرم من الله، منعمين معززين، ومن في الارض، ينسبون كل هذه القباحات اليهم، وهم في جنات الله، لا علاقة لهم بكل ما يقوله البعض، ولا بحروبنا، ولا بجهلنا، ولا بكل هذه الدماء التي تنزف، ولا يزيد كل هذا الكلام الذي يقال بحقهم، من مكانتهم، ولاينقصها، فقد رحلوا منذ الف واربعمئة عام، ولا يجوز تسمية كل هذه الضلالات باسمهم.
اذا كنتم تحبون رسول الله ونبيه حقا، فتوقفوا عن كل هذا النهج، فهذا نهج يمس مقام النبي ذاته وقدره، تحت عنوان حديثكم عن زوجاته وصحابته، فلا يعقل ان لا يستعمل المرء عقله، في نقد هذه الروايات، ورد كل ضلالة فيها، وان يجري الجمهور، دون تفكير، وراء اكاذيب، تقول ضمنيا، ان من كان حول النبي صلى الله عليه وسلم، مجرد مجموعة غير مؤتمنة، وغادرة، وسيئة، والعياذ بالله، من هكذا استخلاصات، يراد تعميمها، تحت مسمى احاديث وروايات مؤكدة، فهل انتم الذين تعرفون حقيقة زوجاته وصحابته، وهو لم يكن يعلم…..هذا هو السؤال؟!.
الذي يحب النبي صلى الله عليه وسلم، يكف لسانه وسيفه، عن بيته وصحابته، فلا يعقل ان نعيش ونرى من يتعبد الى الله، بمس عرض النبي وبيته، ويطعن في رجاله الاكثر قربا، وكلنا يعرف ان زوجاته ورجاله ايضا، لم يكونا كذلك، لولا رضى الله، وارادته.
حين يغيب العقل، يصبح كل نص قديم، صادقا، وحين يغيب نور القلب، يتعبد البعض بشتم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وعرضه وشرفه وصحابته ورجاله…هذا ما وصلنا اليه.
الدستور