يقال ان الرئيس الأمريكي يوصف في الولايات المتحدة بأنه -ديكتاتور مؤقت - فهو فقط لا يملك قرار إعلان الحرب أو صرف المال.فهل يكون ترامب حالة مختلفة ...؟! من يتابع من خارج الدائرة يجد أن المرحلة الترامبية لم تشهدها أمريكا مطلقا في السابق.ف دونالد ترامب الآن يحظى ب قابلية لدى الجمهوريين والديمقرطيين على حد سواء . وربما هذا يعود بنا بالذاكرة إلى مرحلة دونالد ريغن التي كانت من أفضل المراحل في التاريخ الأمريكي حسب الرؤية الأمريكية .
وما بين الدونالدين. ..توجد إرادة واضحة من ممثل إلى رئيس دولة ...ومن صاحب مال أعلن افلاسه أربع مرات متتالية ووجد رفض عالمي لتقبل فكرة أن يكون رئيسا لدولة...نجده الآن وفق حقيقة ثابتة سيفعل الكثير ..
المرحلة السابقة من حكم أوباما كانت مزدوجة وسياسة القيادة من الخلف ...ترامب الآن يكتبها بالخط العريض مرحلة (السلام من خلال القوة )، بمعنى فرض السلام مهما كان عن طريق الضغوطات أو القرارات الملزمة أو العقوبات بأنواعها. .لكن أي سلام ..وفق أي سياسة ، الأمريكية أم العالمية أم الإسرائيلية ؟!...
لنفصل حالنا بصورة أدق، إقليم الشرق الأوسط أصبح عبارة عن إسرائيل الدولة الآمنة رغما عن الجميع ،ودول ذات إقتصاديات مجهدة مستنزفة، ودول هلامية متهالكة تحت السيطرة بكل قراراتها وثرواتها سواء رضينا أم أبينا ...
ترامب سيشغل منصبه في ال 20 من شهر يناير من العام المقبل، ويوقع في اليوم التالي على قرار تصويب أوضاع المهاجرين الذين يتجاوز عددهم ال خمسة ملايين مهاجر ، حيث سيتم إخراجهم مؤقتا من أمريكا ومنحهم أوراق ثبوتية من جديد ، وهي عملية ستدر أموالا على أمريكا بطريقة سهلة حسب تفكير إقتصادي بحت .
ربما أول عام ل ترامب سيكون للداخل الأمريكي نصيب الأسد ، ناهيك عن قضية الهجرة ..هنالك قضية الضرائب على الطبقة المتوسطة ووضع حلول خاصة للمنتج الأمريكي بعد تغول المنتج الصيني عليها خاصة في قطاع السيارات .كذلك قضية الرعاية الصحية وتوفير التعليم المجاني واستغلال المهارات وتوفير فرص عمل لقطاعات مختلفة ،وهو تحد ليس بالهين لترامب .
أما ما يخص السياسة الخارجية فبالنسبة لأمريكا إيران هي العنصر الأول ثم دول الخليج ..ف العراق وسوريا ومن ثم باقي السرب...
توعد ترامب بتمزيق الاتفاق النووي الإيراني ...لكنه لن يتجرأ على ذلك ، فالخطة تستهدف الصواريخ البالستية الإيرانية تماما كالخطة مع صدام حسين في وقتها واليوم سيتم الضغط على إيران بكل الإتجاهات حتى تتوقف عن تصنيع صواريخها البالستية والتي هي الآن عامل تخوف إسرائيلي يخضع لتوازن القوى ، وسيعمل الجمهوريين على سن قرار حول ذلك حتى تكون إيران تحت السيطرة .وهذا ما كان واضحا من أرسال مكتب ترامب برسالة ل حكومة إقليم كردستان حول التحرك بإتجاه الإنفصال بأنه لن يحصل إلا بتفكيك إيران .وهذا بحد ذاته ورقة ضغط مزدوجة وربما يقود إقليم الشرق الأوسط إلى صراع عرقي وليس طائفي...
بالنسبة للسعودية والتي تواجه الأمرين سواء من قانون جاستا الذي مرره الجمهوريين أم من ورقة الضغط في المنطقة الشرقية (الأحساء والقطيف)، فإنها ستجد نفسها في إتجاه التقارب مع إيران ومبدأ العدو الصديق ربما ،وذلك كان بدايته من رسالة تركي الفيصل ل ترامب ب التروي فيما يخص إلغاء الإتفاق النووي الإيراني ...
وكما تكلم البغدادي عن جزية للمسلمين تكلم ترامب عن جزية أمريكية من دول الخليج ..رغم أنهم يدفعون هذه الجزية بالخفاء لكنها ستصبح علنا...ومن من هذه الدول لا تريد الحماية الأمريكية في هذه المرحلة ؟!.
فيما يخص داعش توعد بأنه يستطيع إنهاء التنظيم خلال 30 يوما..ووفق معلومات سرية أفضى بها ترامب لوكالة الاستخبارات الأمريكية ان اوباما أقصى معظم الجنرالات المهنيين المهمين من عمليات مكافحة الإرهاب إضافة لمعلومات خطيرة عن سير المعارك ويعلم مفاتيح داعش سواء في الدول الإقليمية أو الأطراف الممولة والداعمة، وهو أمر فاجئ الcia ب كم المعلومات التي يمتلكها ترامب مما يعني أنه ليس مراهقا سياسيا أو مجنونا بل هو يدخل باب الخطورة بكل ثقة.
وهنا نشير إلى أن معركة الموصل ستطول لشهور حتى يحين دور ترامب وخطتة الخلاصية للعراق ، والذي بدوره سيكون قبلة أخرى للأمريكيين أو احتلال للعراق بصبغة جديدة وحكومة مختلفة عكس ما كان مخطط لها من قبل أوباما والتي كانت جميعها حكومة مكونة من أشخاص يحملون الجنسية الأمريكية من أصول عراقية .
في الخمسينيات من القرن الماضي وزعت أمريكا الأنظمة الشمولية في المنطقة ، وهذا ما سيتم الآن من قبل ترامب ، حيث صرح أكثر من مرة أن العرب والمسلمين إعتادوا على الديكتاتورية .ونلاحظ ميوله نحو هذا النظام من بوتين إلى بشار الأسد والسيسي ف أردوغان يبدو أنه يفضل حكم القوة والجيش والعسكر ، ومن هنا نتوقع المرحلة المقبلة والتي لن تكون مرحلة حرية أو ديمقراطية أو أي مسميات ذات علاقة ..بل هي مرحلة فرض القرارات والضغوطات بالقوة أو مرحلة ال One Man Show.