لا أحد يستطيع أن يزور المقبرة في الليل...هذا ما تحدثت به جدتي في ليلة ذات شتاء وبرد شديد.
وقالت كان رجال القرية يتراهنون على زيارة المقبرة في منتصف الليل والذي يقول :(حنتش بنتش واللي بطلع بنتش)ويضع علامة على احد القبور يحصل على الرهان والذي كان عبارة عن صفط راحة أو كيلو هريسة.
وتؤكد "اخو أخته اللي بقدر يزور المقبرة بنص الليل" لان قلة من الرجال الذين وصلوا إلى المقبرة في منتصف الليل وفازوا بكيلو هريسة أو سطلية عقال الشايب أو صفط راحة.تبسمت لدرجة القهقهة وتذكرت أن هذه الأيام تعتبر المقبرة أفضل وأجمل مكان في الدنيا لإقامة ليالي الأنس والسمر والسهر على ضوء القمر وتناول المسكرات وتدخين المخدرات ورسم صور النساء بالخيال.
أصبحت المقابر مكان خاص للسكر والليالي الحمراء فقد اخبرتني صديقة يعمل يعمل زوجها ضابط امن ان احد الموقوفين اخبره انه من زوار المقبرة في الليل مع رفاق الكاس واخبره انه لا يطيب له السهر والسكر إلا في المقابر على ضوء القمر وأم كلثوم تغني (هل رأى الحب سكارى سكارى مثلنا كم بنينا من ليال حولنا ومشينا في طريق مقمر تزهو الفرحة فيه قبلنا وضحكنا ضحك طفلين معا وعدونا فسبقنا ظلنا.
ويؤكد إنهم يسهرون كل ليلة حتى طلوع الفجر ولا يغادرون المقبرة حتى يغادر مصلو الفجر مساجدهم.
الم يعد الموت واعضا يا عمر؟ من لم يتعض بالموت فلا قلب له ومن لم يتعض برؤية الشعب يموت جوعا فلا امان له ومن يستطع زيارة الحكومة هذه الايام والقول "حنتش بنتش فله صفط راحة".
E mail:royaalbassam@yahoo.com