رغم الانتهاكات اليومية المتزايدة والمتواصلة لحقوق الأنسان في كوريا الشمالية، وعلى مدى اكثر من ستة عقود من حكم" اسرة كيم" للبلاد، الا انها أصبحت في عهد كيم جونغ اون –كيم الثالث - الأشد والأقسى والأبشع والأغرب في العالم، مما دفع المجتمع الدولي الى البدء باتخاذ اجراءات محددة ، لتحويل الرئيس الكوري الشمالي كيم الثالث ، الى محكمةالحنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية ، وذلك بعد ان اكدت تقارير دولية محايدة ،ان هذه الانتهاكات ذات طبيعه مؤسسه ورسميه وتتم بتعليمات مباشر ة من الرئيس الكوري الشمالي .
وقدبدات "منظمة هيومن راتيس ووتش "التابعة للأمم المتحدة بجمع التواقيع لاستدعاء الرئيس كيم الثالث الى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته ، على الجرائم التي ارتكبها بحق الملايين من ابناء شعبه ، والتي تعززها شهادات مئات المواطنين الكوريين ،وتحقيقات المنظمات الدولية وسجلاتها، الموثقة في اكثر من عشرين تقريرا دوليا، كما يلي :

-السجون :
سجلت كوريا الشمالية رقما قياسيا عالميا في عدد السجناء والمختطفين السياسيين فيها، ممن يقيمون في معسكرات اعتقال خاصة، لايوجد مثلها في التاريخ القديم والحديث، ابرزها سجن هوا كون لي رقم 22 ، الذي يعد اسوأ سجن في العالم، اذ يضم اكثرمن 50 الف سجين سياسي، جريمتهم، انهم ابدوا ملاحظات على بعض ممارسات النظام ، فكان جزاؤهم سجنهم مع ذويهم .
كما يوجد في كوريا الشمالية 490 مكان احتجاز وسجن، تضم قرابة 150 الف سجين تمارس السلطات ضدهم، اقسى انواع التعذيب، والحرمان من الرعاية الصحية تماما .
ويموت عشرة الاف منهم سنويا، بسبب المر ض، او سوء التغذية، المقترن بالتعذيب القاسي.

ولا يوجد احصائيات بعدد النساء الا انهن يقمن في معسكرات خاصة بهن، حيث تتم عمليات منظمة ورسمية، لاغتصابهن ، واجهاض الحوامل .

- الإعدامات بدون محاكمات عادلة:

امر الرئيس كيم الثالث باعدام العشرات من كبار المسؤوليين، بينهم الجنرال جانغ سونغ تيك ، ثاني اقوى رجل في البلاد، وزوج عمته السيده كيم كيونغ هوي، حيث تم اعدامه بطريقة وحشية ، اذ وضعه في قفص مغلق ، بعد تجريده من ملابسه ،واطلقت عليه مجموعه من الكلاب الجائعة، لتتلهمه حيا، وذلك بتهمة التخطيط للانقلاب على كيم الثالث – حسب المخابرات الكوريه الشماليه . مما جعل عمته تدمن على الكحول لتتناسى طريقة اعدام زوجها حيث تعالج الان خارج البلاد .
كما امر باعدام العشرات من كبار المسؤوليين المدنيين والعسكريين،بتهم مضحكة دون سند قانوني –

-تجارة البشر :
تمارس حكومة كوريا الشمالية رسميا جريمة "الاتجار بالبشر " اذ اجبرت السلطات الرسمية وبتعليمات مباشرة من الزعيم الكوري ،قرابة مائة الف كوري ، للعمل في اكثر من 40 دولة في العالم، لتغطية النقص في العملات الصعبه في البلاد ، وذلك بموجب عقود، لاتضمن للعمال سوى 10 % من رواتبهم، في حين يتم تحويل الباقي الى حزب العمال الحاكم، بحجة تحويله الى اسر العمال، لكن هذه المبالغ تنفق على ملذات الرئيس وبطانته

- العتمة الاعلامية :
حرمت السلطات على الكوريين الاستماع ، او مشاهدة ، اوالأتصال باية وسيلة اعلامية خارجية ، وتتهم كل من يحاول مخالفة ذلك بالخيانة، وهي تهمة يعاقب عليها بالأعدام،
علما ان الحكومة قامت بوسائل تقنية ،بمنع وصول بث اي محطة اذاعية او تلفزيونية خارجية الى البلاد ، كما منعت ادخال الصحف والمجلات الخارجية .
ومنعت الحكومة استخدام " النت " من عامة الناس، وقصرته على بعض ضباط اجهزة الاستخبارات ، وكبار المنسؤوليين في الدولة

-منع التنقل واستقبال الضيوف
فرضت الحكومة رقابة قاسيه على المواطنين الكوريين منعتهم بموجبها من السفر الا بتصريح مسبق، وشروط محددة ، كما منعتهم من استقبال ضيوف من خارج البلاد، الا بموافقه امنية وبشروط صعبة

-التدخل في الحياه الشخصية للمواطنيين :
حددت الحكومه انواع واشكال الملابس التي على الطلبة والمواطنيين ارتدائها ، كما فرضت قصات شعر محدده على الفتيات

-مصادرة حريات المواطنين :
حرمت الحكومة على مواطنيها التعبير عن ارائهم بشان الحكومة واجهزةالدولة ، ومنعت تشكيل الهيئات ، والتنظيمات الشعبية، والجمعيات الخيرية، والنقابات لان الحزب الحاكم يمثل الجميع – حسب الحكومه –

-استدعاء عوائل العاملين بالخارج كرهائن:
استدعت الحكومة عوائل الكوريين الشماليين العاملين في الخارج بمن فيهم عوائل الدبلوماسيين ليكونوا رهينة بيد الدولة، تحت طائلة اعدامهم، اذ بدر اي خطأ سياسي ، من اي منهم.

- تجويع الشعب واهمال الأطفال :
.ادت سياسات اسرة كيم العدوانية وتركيزها على انتاج الاسلحة البالستية المكلفة ، على حساب جوع شعبيها، الى كوارث انسانية ، اذ توفي اكثرمن مليوني كوري شمالي بسبب الفيضانات وسياسات كيم الثاني التي ترتكز على مقولة الجيش اولا ، فاهمل شؤون البلاد واقتصادها ومواطنيها مماادى لهذه الكارثة ، كما ان اكثر من ثلث الاطفال في كوريا يعانون من سوء التغذيه

- دفع كبارالسن للانتحار :
لاتولي الحكومةكبارالسن عنايتها، اذ ان مايحصلون عليه من رواتب تقاعديه لايكفي حتى لاطعامهم، ممايضطرهم للعيش لدى ابنائهم او بناتهم، ا لذين يعانون اصلا من الفقر ، ممايضطرهم اخيرا الى الانتحار، اذ تسجل سنويا قرابة عشرة الاف حالة انتحار في كوريا الشماليه معظمها لكبار السن .

-اجبار 30 الفا على الهروب :
اكثر من ثلاثين الف كوري شمالي تمكنوا من الهرب عبر الصين الى كوريا الجنوبية مات المئات منهم ،خلال رحلة الهروب ، جراء عوامل الطقس ،او قتلا على ايدي الجيش الكوري الشمالي،
بعض هؤلاء من كبار المسؤوليين الكوريين الشماليين ممن يحيطون بالرئيس او ممن هم في مهمات خارج البلاد مثل الدبلوماسيين ورجال المخابرات

وبعد :
يبدو ان المجتمع الدولي قد بدأ يعمل جديا لتخليص شعب كوريا الشمالية من محنته وآلامه وعذاباته، من خلال تحويل الرئيس كيم الثالث الى محكمة لاهاي ، في نفس الوقت الذي تجري تحركات داخل هذه الدولة المنكوبة بنظامها ، للتخلص من نظامها بعد اكثر من نصف قرن من العذاب وانتهاكات حقوق الانسان ومقتل اكثر من مليون مواطن ، بسبب سياسات النظام

* صحفي وباحث