الشيخ صباح الأحمد: إعادة تأهيل المنشآت النفطية في الكويت
16-11-2016 03:33 AM
عمون - أكد سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد التزام الكويت بمشاركة المجتمع الدولي في دعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لمكافحة ظاهرة تغير المناخ، أعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن امله ان يدرك الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب اهمية التحرك السريع لمواجهة الاحترار المناخي، في وقت شدد العاهل المغربي الملك محمد السادس، على ان «تكلفة الانتظار، والتقصير في مواجهة تغير المناخ وآثاره، ستكون لها انعكاسات خطيرة، تهدد الأمن والاستقرار، وتزيد في اتساع بؤر التوتر والأزمات عبر العالم».
وأعلن سمو أمير البلاد في كلمة خلال الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 22) بمراكش أن الكويت وضعت وبشكل طوعي الخطط المدروسة القائمة على أسس علمية واقتصادية وفق ما توفر لها من إمكانات لإعادة تأهيل منشآتها النفطية وذلك التزاما منها بتعهداتها الدولية.
وفي ما يلي نص كلمة سمو الأمير في المؤتمر الذي انطلق بحضور عشرات من قادة الدول والحكومات لمناقشة العمل على أساليب تنفيذ اتفاق باريس عام 2015 للحد من الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين.
جلالة الأخ الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون
أصحاب المعالي والسعادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني بداية أن أتقدم لأخي جلالة الملك محمد السادس وإلى حكومة وشعب المملكة المغربية الشقيقة على ما لمسناه من حفاوة في الاستقبال وكرم الضيافة والإعداد المتميز لهذا اللقاء، كما أهنئ معالي السيد صلاح الدين مزوار وزير الشئون الخارجية والتعاون في المملكة المغربية الشقيقة على انتخابه رئيساً لهذا المؤتمر.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
يأتي لقاؤنا اليوم في هذه المناسبة الدولية الهامة وبهذا المستوى المرموق من المشاركة دليلاً على حرص جلالة الملك على تحقيق ما نسعى ونتطلع إليه من معالجة جادة لظاهرة التغير المناخي وعلى إدراكنا لحجم التحديات التي يواجهها كوكبنا وبيئته الحاضنة لحياتنا والمحيطة بأرضنا وذلك بعد أيام قليلة من دخول اتفاق باريس حيز النفاذ الذي يعكس سعينا الجاد لإصلاح النظام المناخي وحماية كوكبنا وبيئته وصولا لاستعادة توازنه.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
أكدت بلادي الكويت التزامها بمشاركة المجتمع الدولي في دعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لمكافحة ظاهرة تغير المناخ من خلال مشاركتها الفعالة والمستمرة في المفاوضات الرامية للحد من الآثار السلبية لهذه الظاهرة، وذلك استنادا لمبادئ وأحكام اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ وما تلاها وصولا إلى اتفاق باريس وتنفيذها باعتبارها الأدوات القانونية الملزمة وأساس التعاون المشترك مع الأخذ بالاعتبار تباين الأعباء وتفاوت القدرات ومستويات التنمية المستدامة في الدول النامية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
التزاما من بلادي الكويت بتعهداتها الدولية فقد وضعت وبشكل طوعي الخطط المدروسة القائمة على أسس علمية واقتصادية وفق ما توفر لها من إمكانات لإعادة تأهيل منشآتها النفطية، حيث يسعى القطاع النفطي لتبني استراتيجية جديدة تقوم على أسس علمية واقتصادية تهدف إلى الحد من الانبعاثات بالإضافة إلى وضع آليات لتطبيق وتحسين كفاءة الطاقة بما لا يخل بمصالحها الأساسية والتزاماتها في تطوير الصناعة النظيفة واضعين بالاعتبار الاستفادة من البرامج والآليات المقررة في إطار الاتفاقية.
كما تسعى دولة الكويت وبشكل طوعي إلى إدخال الطاقات المتجددة ضمن مشاريعها التنموية لضمان استدامة إمدادات الطاقة للأجيال القادمة مساهمة منها بالحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي ومشاركة المجتمع الدولي جهوده الرامية إلى حماية النظام المناخي لصالح أجيال الحاضر والمستقبل.
وفي هذا السياق، أود أن أؤكد لكم بأننا بصدد الانتهاء من الإجراءات الدستورية للمصادقة على اتفاق باريس للمناخ.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
إننا نتطلع وبأمل كبير أن ينعكس ما لمسناه من وعي وإدراك عالميين في التعاون من أجل الحد من آثار تغير المناخ على مؤتمر مراكش ليشكل نقطة تحول في معالجة آثار تلك الظاهرة والحد منها والعمل على تحقيق الأهداف التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر باريس، وذلك من خلال تبني قرارات لمرحلة ما قبل 2020 وبعدها على ضوء التعديلات التي أدخلت وأقرت في مؤتمر الدوحة وتنفيذ بنود اتفاق باريس.
كما تأمل بلادي الكويت بأن تلتزم الدول المتقدمة بدورها الرائد في خفض الانبعاثات ومساعدة الدول النامية من خلال إيجاد مصادر لتمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات للتكيف مع الآثار السلبية الناتجة عن تغير المناخ والآثار السلبية الناتجة عن تدابير الاستجابة لتخفيف آثار تغير المناخ وبشكل خاص الدول التي تعتمد اقتصاداتها على انتاج وتصدير الوقود الأحفوري كمصدر رئيسي ووحيد للدخل.
وفي الختام أكرر الشكر لكم جميعا متمنيا لأعمال اجتماعنا كل التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من جهته، قال بان كي مون: «نأمل ان يصغى الرئيس المنتخب ترامب ويدرك اهمية التحرك السريع على صعيد المناخ» معربا عن «ثقته» بأن ترامب «سيتخذ قرارا حكيما».وأشار الى إن العمل من أجل الحد من تغير المناخ «لا يمكن وقفه».
وتابع بان في اجتماع تشارك فيه نحو 200 دولة، إن الشركات والولايات والمدن الأميركية تعمل كلها على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأمل أن يغير الرئيس الجمهوري المنتخب في الولايات المتحدة رأيه القائل بأن التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري مجرد خدعة وعن تعهده بإلغاء اتفاق باريس.
وقال «أنا على ثقة من أنه سيتخذ قرارا سريعا وحكيما». موضحا «أن تغير المناخ له تأثيرات شديدة من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، وإن العام الحالي في طريقه لأن يصبح العام الأعلى حرارة منذ بدء التسجيل في القرن التاسع عشر».
وشدد بان ، على ان «دونالد ترامب بصفته رجل اعمال متبصرا يفهم بأن قوى السوق تتحرك من الان على صعيد هذا الملف». ودعا الامين العام للامم المتحدة الدول الاخرى الى المصادقة على الاتفاق وكل البلدان الى زيادة اهدافها في مجال خفض انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة التي لا تزال غير كافية.
من ناحيته، أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس ان «تكلفة الانتظار، والتقصير في مواجهة تغير المناخ وآثاره، ستكون لها انعكاسات خطيرة، تهدد الأمن والاستقرار، وتزيد في اتساع بؤر التوتر والأزمات عبر العالم».
ودعا في كلمة ألقاها في المؤتمر «باسم المصير المشترك، وباسم المسؤولية التاريخية، كل الأطراف، للعمل على ترجمة التشبث بقيم العدل والتضامن».
وشدد على «ضرورة وفاء الدول المتقدمة بتعهداتها، وتعبئة المئة مليار دولار، على الأقل، بحلول العام 2020، والتي كانت مفتاح اتفاق باريس، وانخراط كل الأطراف في تسهيل نقل التكنولوجيا، والعمل على تطوير البحث والابتكار في مجال المناخ، وأيضا، إسهام الفاعلين غير الحكوميين، من مقاولات وجماعات ترابية، ومنظمات المجتمع المدني، في إعطاء دفعة قوية لمبادرات: الفعل الشامل من أجل المناخ».
وقال إن «نتائج هذا المؤتمر، ستحدد في شكل حاسم، مصير الجيل الجديد لمؤتمرات الأطراف، والتي ينبغي أن تنكب على المبادرة والفعل، فاتفاق باريس ليس غاية في حد نفسه. بل إن نتائج مؤتمر مراكش تعد محكا حقيقيا، لمدى فعالية الالتزامات التي اتخذناها، ومصداقية الأطراف التي أعلنت عنها».
وتابع انه «حان الوقت لإصلاح الوضع الراهن، وليس أمامنا أي خيار، إلا العمل على تدارك الزمن الضائع، في إطار تعبئة متواصلة وشاملة، وتناسق إيجابي، من أجل عيش مشترك كريم ومستديم، للأجيال المتعاقبة».
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال بدوره، إنه «ينبغي للولايات المتحدة احترام اتفاقية باريس».
وتابع «إن اتفاقية 2015 للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لا يمكن إلغاؤها بحكم القانون وبحكم الواقع، علاوة على ذلك لا يمكن إلغاؤها في عقولنا. ينبغي على الولايات المتحدة، أكبر قوة اقتصادية في
العالم وثاني أكبر دول العالم من حيث انبعاثات الغازات المسببة
للاحتباس الحراري، احترام الالتزامات التي تعهدت بها.»
ويتولّى نحو 180 مسؤولاً من قادة دول وحكومات ووزراء، من بلدان موقّعة على اتفاق باريس للمناخ، بدءاً من الامس وحتى اليوم، الكلام في مؤتمر الاطراف الثاني والعشرين الذي تنظمه الامم المتحدة.
ووصل نحو خمسين من قادة العالم بينهم سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد.
وصادقت حتى الان 109 دول من بينها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والهند واليابان على اتفاق باريس الذي تعهدت في اطاره الاسرة الدولية خفض انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة المسؤولة الرئيسية عن اضطرابات المناخ. وقد عمدت نحو عشر دول الى المصادقة على الاتفاق منذ انتخاب ترامب من بينها استراليا.
وبين الملوثين الكبار لم تصادق روسيا على الاتفاق بعد.
وساهمت الصين اول ملوث في العالم، بالتعاون مع ادارة الرئيس باراك اوباما بالتوصل الى اتفاق باريس وهي اليوم اول مستثمر في مصادر الطاقة المتجددة.
وكان المجتمع الدولي تعهد في باريس حصر ارتفاع الحرارة بأقل من درجتين مئويتين. وتجاوز هذا المستوى قد يخلف عواقب كارثية لا رجوع عنها على الانسان والانظمة البيئية.
وحضر سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، مأدبة غداء أقامها محمد السادس على شرف أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ورؤساء الوفود المشاركة في مؤتمر مراكش.
ا ف ب.