فلاديمير بوتن .. ملامح طفولية ناعمة تخفي فكين مفترسين !!
الدكتور احمد القطامين
15-11-2016 10:05 PM
دونالد ترمب بشخصيته المحيرة وحضوره الخشن اصبح رئيس العالم بترتيب متقن من بوتين. في الثقافة الامريكية ان يكون الشخص "نسونجي" وفاجر لا يهم فذاك امر شخصي، الأهم ان لا يكون كاذبا لأن ذلك امرا اجتماعيا يؤثر على مصالح الاخرين.
لقد لجأت حملة كلنتون الى اغراق الخصم بفضائح عن علاقات نسائية مهينة بقصد "حرق" ترمب اخلاقيا، بينما كان بوتن يخترق الفضاء الامريكي الافتراضي ليقدم للامريكيين وجبات متتالية من الشواهد والادلة على ان هيلاري "تكذب".
تكذب فيما يتعلق بالرسائل الالكترونية التي تتضمن معلومات مصنفة على انها سرية جدا والتي كانت تتبادلها مع مساعديها عبر حسابها الشخصي غير المزود بالحماية التكنولوجية المطلوبة بينما تنص الاجراءات المعيارية لوظيفتها كوزيرة لخارجية امريكا على ان تستخدم فقط بريدها الالكتروني الرسمي التابع لوزارة الخارجية والمحمي تماما من الاختراق.
عند هذه النقطة اصبح امام الامريكيين خيارا واحدا لا سواه، فاما ان ينتخبوا رئيسا يكذب في قضايا تمس الامن القومي الامريكي او ان يصوتوا لشخص يبدو قويا وصارما لكنه في نفس الوقت "نسونجي" ولا يحترم المرأة.
وكان الخيار واضحا بالطبع، لذلك فوجئ العالم صباح يوم الاربعاء الماضي بانهيار كبير لكلنتون بالرغم من تلقيها كل انواع الدعم من خارج امريكا ومن كل النخب الامريكية في الداخل بلا استثناء لكنها فقدت الدعم من جهة واحدة في العالم فقط هي جهة بوتينز
وهكذا كانت الصورة تتشكل، فالولايات الامريكية واحدة بعد الاخرى تمنح اصواتها للكلية الانتخابية الخاصة بدونالد ترمب النسونجي والمخيف، بينما تبخل بها على هيلاري الستينية الجميلة والتي كان متوقعا ان تصبح اول امرأة تتربع على عرش قيادة العالم.
اذن، بوتن الرابح الاول من وصول ترمب الى موقع اعلى سلطة في العالم، بوتن وانغماسه الحثيث في المسألة السورية رابحون، بوتن في الازمة الطاحنة بينه وبين الغرب في اوكرانيا رابح ، بوتن وانهيار الحالة التي كانت تعد له لو فازت هيلاري كلنتون ووصلت الى موقع اقوى شخص في العالم يمتلك اقوى جيش في العالم ويتربع على اضخم اقتصاد في العالم ويسيطر على حكومات اكثر الدول امتلاكا للنفط في العالم.
وهكذا اصبحت جميع عناصر القوة الهائلة في داخل امريكا وعلى امتداد العالم بما فيها بوتن ذاته تحت سيطرة "النسونجي" المرعب الذي يكره المسلمين والاقليات ولا يحترم النساء ومع ذلك يوصف بانه "نسونجي"، علما بأن نساء امريكا خرجن بعددهن وعديدهن للتصويت له بكثافة مما ساهم بفوزه.
السنوات الاربع القادة ستشهد تطوراتها بصمات واضحة للنسونجي وشريكه ذو الوجه الطفولي والفكين المفترسين.