رحم الله زمانا كنا نستمتع فيه برؤية العسكر النشامى .. ونتفاخر بهم .. زماناً نغني فيه للعسكر ، لبذلة الفوتيك ، ولوجوههم السمراء العابقة بالرجولة .
زماناً غير زماننا هذا الذي ازداد فيه حال ( بعض ) شبابنا و أولادنا سوءاً، هبوطاً، وفساداً ، سواء دراسياً ، اخلاقياً ، دينياً ، اجتماعياً ، وحتى صحياً .
حال شبابنا هذه الايام محزن جداً ، مبكي ، ويرثى له .
تحزن وانت تشاهدهم وهم يتمايلون ويتكسرون في مشيتهم ، وفي وقفتهم ، وخصرهم الساحل ، البعيد عن الرجولة .
تحزن وانت تراهم لا يحترمون كبيراً، ولا يرحمون صغير .
تحزن وانت تراهم يلاحقون الفتيات بالأسواق ، على ابواب المدارس ، وبالطرقات .
تحزن وانت تراهم يتسكعون بالشوارع والمقاهي ليل نهار.
تحزن وانت تراهم بعيدون عن الدين ، والاخلاق ، والأهل.
تحزن وانت تراهم يتباهون ويتفاخرون بعمل كل ما هو مخالف ، ممنوع ، حرام ، وعيب ، لإثبات رجولتهم.
تحزن وانت تشاهدهم ، يصادقون المخدرات والمسكرات ويجعلوها رفيقتهم .
تحزن وانت تشاهدهم يستعرضون عضلاتهم في المشاجرات ، والعنف ، والعنصرية بالجامعات ، المدارس ، والحارات.
تحزن وانت ترى طاقاتهم مهدورة بكل ما لا ينفع.
تحزن وانت تسأل نفسك عن مصير وطنك ، ومن سيحميه في قادم الايام.
هذه الايام صعبة وكالحة ، ومحيطنا ملتهب بالعنف والحروب ، ومن واجبنا، ومن أهم أولوياتنا ، الحفاظ على بلادنا وأهلها وأرضها ومؤسساتها وخيراتها .
ننادي ونطالب باجيال منتمية لدينها ولوطنها ولاهلها ، أجيال صلبة ، قوية ، متعلمة ، مثقفة ، محترمة ، ملتزمة ، ومنضبطة ، ستقود البلاد يوم ما .
الجيل الصالح المنتمي ، أصبح مطلباً اجتماعيا ووطنياً ، ولإيجاده لابد من تعاون الجميع ، الاهل ، المجتمع ، المدرسة ، الجامعة ، وجميع مؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة .. مصنع الرجال على مدى التاريخ ، درع الوطن ، رمز الانضباط والولاء والإنتماء والاعتماد على النفس.
وعسى قريباً ان نرى هؤلاء الشباب يؤدون خدمة العلم العسكرية ، ويلبسون فوتيك الرجال بكل فخر واعتزاز ، وقد لوّحت وجوههم السمراء ، شمس ميادين الشرف والرجولة.
ارجوكم اعيدوا لنا خدمة العلم ... لنعيد لشبابنا روح الانتماء الى هذا الوطن .