ترامب الأمريكي وغورباتشوف الروسي
اسعد العزوني
15-11-2016 12:32 PM
ما أشبه الليلة بالبارحة، والتاريخ يعيد نفسه، ومثل ما تدين تدان، ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها... هذه أمثال شعبية متداولة، وتنطبق كلها على الحالة الأمريكية بعد فوز الملياردير الأمريكي من أصول ألمانية دونالد ترامب المفاجئ في الإنتخابات الأمريكية الأخيرة، متجاوزا بذلك كل حدود العقل والمنطق والمعقول، والذي أجزم يقينا أنه فاز بالتزوير، وأن ما حذر منه أن الديمقراطيين سيسرقون أصوات الجمهوريين إليكترونيا، قد قام به هو نفسه وسرق أصوات الديمقراطيين وحولهام له إليكترونيا، أي أن تحذيره هذا كان لذر الرماد في العيون.
الشيء بالشيء يذكر ونحن هنا لا نبتكر ولا نخترع نظرية ما، بل نعتمد القياس والتطبيق بطريقة علمية منطقية، لذلك نقول مطمئنين لصحة قولنا إن الملياردير الأمريكي ترامب، يشبه بالكلية الرئيس السوفييتي الأسبق الذي فكك الإتحاد السوفييتي بعد هزيمته في أفغانستان، وفسح المجال للولايات المتحدة الأمريكية أن تتربع منفردة على عرش العالم قوة عظمى وحيدة.
لم يخطر على بال منفذي هذه الخطة أن رجلا مثل القيصر بوتين سيعتلي سدة الحكم في موسكو، وبطريقة ذكية سيقوم بتكرار نفس اللعبة في الولايات المتحدة ويخلق شخصا امريكيا مشابها لغورباتشوف اسمه دونالد ترامب، ولا أظن أن علاقات الصداقة والشراكة بين بوتين وترامب وليدة اليوم بل تمتد لسنوات عديدة، وثق الرجلان علاقتهما من خلال منظور سياسي محدد إتفقا عليه، وهو ضرورة تفكيك الولايات المتحدة، ويقيني أن مثل هذا المشروع لن يرى النور بدون إشراك يهود فيها ووضعهم عديد نكهاتهم التآمرية عليها، فهم وكما أثبتوا على مر التاريخ لا حليف ولا صديق لهم، وليت قومي يعلمون ذلك.
من هنا فإن ترامب سيعمل جادا وجاهدا على تفكيك الولايات المتحدة الأمريكية، تمشيا مع الرغبة اليهودية اولا والتي إلتقت مع اليمين الأمريكي، وإتفقت في الرؤى مع سيد الكرملين بوتين، إضافة إلى استحسان اليمين الأوروبي الانفصالي لهذه الفكرة، بدليل ان السيدة لوبان زعيمة اليمين الفرنسي تفاءلت بالوصول إلى سدة الشانزليزيه العام المقبل بعد فوز ترامب، وأشادت في مقابلات بروسيا ووصفتها بأنها دولة أوروبية ولا داعي للخوف منها.
خطوات ترامب الانفصالية ستمس اولا النسيج الاجتماعي، وسيقوم بكسر المسلمات الامريكية واولها افتخارهم بانهم بلد المهاجرين، وقد أعلن أنه سيطرد ثلاثة ملايين مهاجر غير شعري من أمريكا فور تسلمه الحكم في يناير الماضي، وهذا وعد إنتخابي قطعه على نفسه وسينفذه، علما أنه من أصول ألمانية وجاء أجدادده من بلدة "كالشتات" في منطقة بالاتينات الألمانية، وهناك من يقول إنه من أصول سورية وهذا قول ضعيف، كما انه سيمنع المسلمين من دخول أمريكا.
المهم أن دوالد ترامب هو الذي سيحمل معول هدم الولايات المتحدة الأمريكية، تماما كما أنيط بالعميل الأمريكي غورباتشوف الذي قوض الإتحاد السوفييتي السابق،والدنيا دوارة، ومن يضحك أخيرا يضحك طويلا.