انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن صورة للنائب محمد نوح القضاة وهو مغمض العينين, اثناء جلوسه تحت القُبة, الرمشة او الغفوة التي اهتزت بها جدران العالم الفيسبوكي الأزرق للأردنيين, فمعاليه على صفحته الفيسبوكية قال مُعلقاً على هذه الالتقاطة "في وقت الاستراحة حركة الجفون تجد من يراقبها أما الضمائر فلا بواكي لها... شكرا للمصور المبدع!" ليعدل السطر الأخير وليستخدم اسم القناة التي التقطت الرمشة لتصبح "شكرا لهذه ال.. رؤيا!".
وفي حين نشرت قناة رؤيا فيديو يُظهر النائب وهو يريح جفونه لمدة 17 ثانية , تضاربت اراء الشارع الأردني بين مؤيد للدكتور واخرين يستنكرون فعله.
اخبار الدكتور محمد نوح القضاة تكون دوماً جدلية في الشارع الأردني ويمكن ان يُعزا ذلك إلى أن القضاة يُعتبر حالة فريدة في السياسيين الأردنيين فهو استطاع ان يجعل فئات كثيرة من الأردنيين تحبه, فهو داعية اسلامي معتدل غير متشدد, دمث الكلام وسريع البديهة في الحوار, واكثر ما يُعجب الأردنيين فيه انه سياسي ليست عليه علامات استفهام بقضايا فساد بل على العكس الكل يشهد له بما انجزه عند تسلمه حقيبة الشباب,وانا كشخصي كاتب المقال اكن لمعاليه الكثير من الاحترام وهو يعلم ذلك لكن وفي ظل ان الأردنيين يعيشون في حالة كساد ونقص في الساسة الذين يعطون أملاً للوطن, فقد مثل القضاة شعاع أمل لدى الكثيرين من الأردنيين الذين يكنون لشخصه الكثير من الاحترام ولذات السبب فإن للقضاة الكثير ممن سيقفون له "على النقرة" فمن يدخل وحل السياسة لابد ان يتلطخ بشيءٍ منها, وعلى مبدأ غلطة الشاطر بألف عليه ان يكون اكثر حرصاً, بالنهاية هذا منصب رسمي لا يجوز ان يُتهاون به.. ومن حقي انا كمواطن ان انتقد نائباً في البرلمان ,فهو موظف كما انني سأنتقد موظفاً ينام اثناء دوامه في البلدية او في دائرة حكومية او خاصة.
أما الموضوع الآخر المؤلم حقاً ويُهم اكثر هو الاستهتار الذي قام به بعض النواب تحت القُبة ليرموا بأبسط القوانين عرض الحائط بإشعالهم لسجائرهم على الرغم من ان امام كل منهم ملصقا يطلب عدم التدخين , وهم من يمثلون الأردنيين وهم من عليهم ان يكونوا القدوة في احترام القانون, ما اتعجب منه هو ان النواب الجالسين الذين ينفثون دخان سجائرهم وينشغلون بهواتفهم, وبعضهم يقوم بالتحدث في هاتفه اثناء انعقاد الجلسة, واخر يتفنن بلفه للتتن (الدخان) على مقعده النيابي, لتشعر بانك لا تشاهد نواب برلمان, بل برنامجاً وثائقياً عن احد مقاهي وسط البلد, وحفنة من الشباب يتسامرون في ليلة صيفية,السؤال الذي يراودني الا يرى نوابنا الأفاضل كل هؤلاء الصحفيين المدججين بكاميراتهم؟ ام لا يهتمون بتاتاً للرأي العام؟
اعتقد ان هؤلاء من يستحقون الغضب الشعبي اكثر بكثير من صورة الدكتور محمد نوح وهو نائم فذاك اخظئ اما هؤلاء برأي فقد قاموا بجريمة بحق القوانين التي هم عليهم ان يكونوا اول من يدافع عنها..فنحن لن نرضى بأردنٍ يُستهتر بقوانينه هكذا..ودمتم ودام الأردن دولة قانونية.