لقد دهش العالم واستغرب لفوز ترامب المفاجئ وغير المتوقع بعد ان كانت كل التوقعات والماكنة الاعلامية الامريكية والعالمية تشير الى امكانية فوز هيلاري كلينتون المرأة التي اثبتت فشلها في توقعاتها وتحليلاتها والتي خاب مسعاها.
وفي اعتقادي ان فوز ترامب لم يجئ به الناخب الامريكي عبر صناديق الانتخابات الديموقراطية كما يدعون بقدر ما جاء به المطبخ السياسي الامريكي والذي تم وصفه بالبعبع القادم من المجهول , وبالغول المرعب والمخيف الذي جاء من الادغال الموحشة لن يكون حاله اسوأ من بوش الابن الذي ضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية وقام بغزو العراق وتدمير امة باكملها ولا زالت تعاني من اثار هذا الغزو التتري , ولن يكون حاله اسوأ من اوباما الذي يرى ويشاهد منذ سنوات عبر شاشات التلفزة ومن خلال الاقمار الصناعية الاف الاطفال والنساء الذين يقتلون في سوريا بفعل صواريخ النظام وبمساعدة روسيا القيصرية وهذا يدل على سادية رؤساء امريكا ومجتمعهم الذين ينظرون ويتلذذون بمصائب الاخرين.
ولربما يكون حاله اصلح من سابقيه فيما يخص منطقتنا بالرغم من تصريحاته الانتخابية المسيئة لبلده قبل بلدان العالم , وان ظهرت سؤئته مستقبلا فلن تكون اكثر سؤا من سابقيه ولن يزيد الامر ظلما اكثر مما هو عليه الآن وقد تعودنا منذ زمن على صفعات امريكا ورؤسائها من الامام والطبطبة على الظهر من الخلف.
هذا الرجل القادم من عالم المال والاعمال تخلوا سيرته من اية خبرة في امور السياسة ولذلك سيكون تلميذا نجيبا لدى الادارة الامريكية وصناع القرار والتي لن تتغير سياستهم تجاه منطقة الشرق الاوسط والعالم باية حال.
ان فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية كشف لنا حقيقة فهمنا لامريكا في صورتها الجديدة سياسيا واعلاميا واقتصاديا ونفوذا , وكشف لنا اوهاما ومغالطات كثيرة في الداخل والخارج , وكان متفوقا على من سبقوه من الرؤساء سواء من رضع السياسة مبكرا ومارسها طويلا او من درس في هارفارد ومارس المحاماة ونكتشف ايضا انه وبرغم السقطات الاخلاقية التي لصقت به فان النظام الامريكي والعقلية البراغماتية للناخب الامريكي قد تم التغاضي عنها لانه دغدغ عواطف الجماهير بما يحبوا ان يسمعوه , تمانا كما تم التغاضي عن فضيحة بل كلنتون مع الموظفة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي وكذلك التغاضي عن كذبه تحت القسم , وان دل ذلك على شىء انما يدل على شذوذ واضطراب عقلي في المجتمع الامريكي بنظامه وناخبيه والذي يمارسونه على مجتمعاتنا بحجة الحرية والديموقراطية الكاذبة والتي يدعون انهم المعلمون الاوائل لها في العالم وهم افقر الناس اليها.
ان مفاجأة فوز ترامب تستدعي البحث عن سر الطبخة في صناعة الرؤساء الامريكيين, والتفتيش عن الخلطة السحرية التي جاءت به رغم تاريخه الحافل بالسقطات الاخلاقية خصوصا حول تباهيه بالتحرش بالنساء , ام ان هيلاري البارزة في الحزب الديموقراطي لاتصلح ان تحكم امريكا كونها امراءة وان مكانها الطبيعي هو المطبخ , ستبدي لنا الايام ما كنا نجهله , وما قانون
( جاستا) سوى ويل من الويلات القادمة على منطقتنا من حبيبتنا امريكا ولن تكون هيلاري اصلح حالا لو فازت بالرئاسة فالخل اخو الخردل.