المخدرات وما ادراك ما المخدرات هذه الافة المنتشرة في العالم والتي بدأت تزيد من الانتشار في بلدنا في الاعوام الاخيرة بالرغم مما تبذله الاجهزة الامنية من جهد واضح في مكافحة هذه الآفة ومما ينص عليه القانون من عقوبات للمتعاطي والمروج والبائع وتصل العقوبة في السعودية على سبيل المثال للاعدام لخطورة هذا الامر مع ان القانون لدينا وضع تسهيلات لفتح المجال للعوده عن هذا الفعل من خلال عدم ايقاع العقوبة في حال التبليغ والحضور بشكل شخصي وابداء الرغبة بالعلاج في المركز الذي اعد لهذه الغاية..
سمعنا عن نجاحات حققها المركز باعادة ادماج متعاطين في المجتمع ونقول بارك الله بكل جهد طيب في هذا الاتجاه..
وبذات الوقت فاننا نستغرب ما يسوقه البعض من تبريرات لانحرافهم وتعاطي المخدرات الامر الذي يدعونا الى الاهتمام والانتباه لدراسة اي سبب سواء كان على صعيد الاسرة او على صعيد المجتمع من حيث البطالة والفراغ الذي يعيشه من يقع في براثن هذه الآفة فهي ليست مقتصرة على الشباب فهناك رجال يتعاطون ويتاجرون ايضا كما هي الخمور ايضا.
اننا واذ نتابع وبقلق شديد وخوف من ازدياد قضايا المخدرات قياسا على سنين مضت ونود طرح سؤال هل الاشخاص المضبوطون بالجرم المشهود هم فقط تجار هذه المخدرات ام انهم يعملون مع اشخاص ذوي نفوذ وقوة ويملكون المال لشراء مثل هذه الكميات الكبيرة من المخدرات فلا يعقل مواطن دخله بالكاد ينفق على اسرته ان يستورد صفقة مخدرات بملايين الدنانير ولا استبعد ان من لهم سطوة بمتابعة قضايا من يعمل معهم من حيث توكيل محام والانفاق على اسرهم خلال فترة سجنهم كما يحدث في الافلام التي نشاهدها .
ولا يقتصر الامر على المخدرات التي تأخذ شكل الحبوب او ما يؤخذ بواسطة الحقن او بخلطة مع التبغ على شكل سجائر فهناك مخدرات بشكل اخر لا تقل خطورة عن المخدرات والمؤثرات العقلية الا وهي المخدرات الفكرية والتي تهدف إلى تغيير قناعات المجتمع بقيمها وتراثها ودينها ونشر فكر لا اخلاقي اباحي بحجة الحضارة..
نحن لسنا ضد التقدم والحضارة ابتداءً ولكن علينا ان نأخذ الحضارة التي من شأنها وضعنا بموقع متقدم بين الامم لا ان تهدم مجتمعنا من خلال نشر فكر هدام بحجة انه فكر متحضر حيث يتم نشر هذا الفكر من خلال وسائل الاعلام والمطبوعات وربما من خلال مناهج الدراسه بهدف زعزعة فكر الشباب جيل المستقبل وجعله اسيرا لفكر مرفوض في قيمنا وديننا الحنيف وما تربينا عليه.
اننا ومع ادراكنا لاهمية الوقاية وأنها خير من العلاج.. هذه الاهمية التي تكمن بدور الاسرة والاهل بمراقبة ومتابعة الابناء فان هناك دوراً مكملاً لهذا الدور ولا يقل اهمية عنه وهو دور مؤسسات التعليم ايضا فاننا ندعوا لوضع خطط لمواجهة كل من يروج لمثل هذه الامور باوساط الطلبه وتشديد العقوبة ليكون عبرة لمن يعتبر .
يا من تؤمنون بفكر الانحراف على انه فكر متحضر انشروه فقط لابنائكم واسركم لنرى ما سيكون عليه حالكم وحال اسركم ودعونا مما تفكرون به من "بلاوي سودا" (زيكم).
المخدرات العقلية والفكرية آفة يتجاوز خطرها الشباب ليهدد مصير البلاد فالوازع الديني الذي يفتقده كثير من شبابنا اسبابه معروفة فعلينا جميعا مسؤولية بهذا الامر ليست سهلة عدا عن سبب تفكك الأسرة وما ينتج عن ذلك شباب غير قادر على تحمل المسئوليات تجاه دينه ووطنه ومجتمعه الذي يعيش فيه.
حمى الله شبابنا زهور ومستقبل وطننا مما يحاك لحرفهم عن قيم الرسالات السماوية والله المستعان.