قبل نهاية ولايته .. أوباما يعطي الأوامر بتعقب و"قتل" قيادات فتح الشام
أوباما - أرشيف
12-11-2016 08:58 AM
عمون - أعطى الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" تعليمات لوزارة دفاعه بـ"إيجاد وقتل" قيادات "جبهة فتح الشام"، باعتبارهم مرتبطين بتنظيم القاعدة، وفق ما صرح مسؤولون أمريكيون لصحيفة "واشنطن بوست".
التقرير الذي تولت "زمان الوصل" ترجمة أبرز ما تضمنه، وصفت فيه الصحيفة الأمريكية جبهة فتح الشام بأنها واحدة من أقوى الفصائل المقاتلة ضد نظام بشار الأسد، لافتة إلى أن قرار نشر مزيد من الطائرات وعملاء المخابرات الموجهين لتتبع واستهداف الجبهة، إنما يعكس قلق أوباما من تحول أجزاء من سوريا إلى مركز عمليات جديد لتنظيم القاعدة، يقع على تخوم أوروبا.
ويأتي هذا التحول قبيل تولي الرئيس المنتخب "دونالد ترامب" منصبه، علما أن "ترامب" أعلن عزمه على إظهار سلوك "عدواني" أكبر تجاه المليشيات، مما كان عليه سلوك "أوباما".
أوامر "أوباما" الجديدة تعطي قيادة العمليات الخاصة المشتركة في الجيش الأميركي (JSOC)، صلاحيات أوسع، لاستهداف مزيد من قيادات "فتح الشام"، حتى أولئك الذين ليس عليهم أي إشارات توحي بـ"بتآمرهم" ضد الولايات المتحدة.
وساندت وزارة الخارجية توجه "أوباما" الأخير ضد جبهة فتح الشام، فيما كان مسؤولو وزارة الدفاع مترددين في بداية الأمر، لاسيما أنهم لايريدون تشتيت الإمكانات وتوجيهها بعيدا عن قتال تنظيم "الدولة".
وقالت "واشنطن بوست" إن الرئيس الأمريكي المتأهب للرحيل، أصابه الإحباط لعدم بذل وزارة الدفاع وأجهزة المخابرات الأمريكية مزيدا من الجهود في سبيل قتل قادة "فتح الشام".
"ليزا موناكو"، مستشار الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، قالت إن قرار "أوباما" يعطي الأولوية "لقتالنا ضد تنظيم القاعدة في سوريا، بما في ذلك استهداف قادته"، معقبة: "أوضحنا لجميع الأطراف في سوريا أننا لن نسمح لتنظيم القاعدة بتنمية قدراته لمهاجمة الولايات المتحدة، واستهداف حلفائنا ومصالحنا.. سنواصل اتخاذ الإجراءات لحرمان الإرهابيين من اتخاذ ملاذ آمن في سوريا".
وقد بدأت الولايات المتحدة بتطبيق خطتها لاستهداف قيادات "فتح الشام" خلال تشرين الأول/أكتوبر، حيث قتلت طائرات بدون طيار "4 أهداف ذات قيمة عالية" بمن فيهم كبير مخططي الجبهة، وقد كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن ضربتين من الضربات التي نفذتها، أحدها استهداف تجمع لقادة الجبهة في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وحسب "واشنطن بوست" فإن أنظمة الدفاع الجوي المنتشرة على الأراضي السورية علاوة على المقالات الروسية، لم يتدخلوا في اعتراض هذه الضربات، وقد عزا مسؤولون هذا الموقف الروسي إلى قلة الطائرات الأمريكية المشاركة في "المهمة"، فضلا عن تطابق "المهمة" مع مصالح موسكو في محاربة واحد من أشد أعداء نظام الأسد.
وكشف مسؤولون أمريكيون أن بلادهم أخطرت موسكو بالضربات الموجهة ضد النصرة، من أجل "تجنب سوء الفهم".
وشبه مسؤولون أمريكيون الحملة الموسعة ضد "فتح الشام" التي أمر بها "أوباما"، بالحملة التي أطلقها من قبل ضد تنظيم القاعدة في كل من: اليمن، الصومال وباكستان، فيما قال "نيكولاس راسموسن"، مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب إن القيادة المركزية لتنظيم القاعدة في باكستان قد دُمرت، ولكن الولايات المتحدة تواجه "المزيد من التهديدات على يد المزيد من المتطرفين، ومن مواقع أكثر من أي وقت مضى منذ أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001".
ويرى مسؤولون في البيت الأبيض ضرورة إطلاق حملة أكثر منهجية تستهدف تدمير جبهة فتح الشام "من الأعلى باتجاه الأسفل"، على غرار تعامل وزارة الدفاع الأمريكية مع تنظيم "الدولة"، ولكن هذا الخيار الذي طرحه مسؤولو البيت الأبيض تم رفضه، بسبب حاجته إلى إمكانات كبيرة، وبسبب أن العديد من مقاتلي الجبهة، هم سوريون انضموا لها لما تتمتع به (الجبهة) من وفرة في المال والسلاح، فضلا عن التزامها بهزيمة الأسد، وليس لأنها تريد القتال ضد الغرب.
وجادل بعض المسؤولين الأمريكيون الذين عارضوا قرار توسيع استهداف فتح الشام، معتبرين أن الولايات المتحدة سوف تقدم بهذا الفعل منحة لنظام الأسد، عبر إضعاف فصيل يقف على الخط الأمامي في مواجهة هذا النظام، بل إن الضربات ربما تعود بنتائج عكسية على واشنطن تعزز مكانة فتح الشام وقدرتها على استقطاب مزيد من العناصر والأموال.
بينما شجع مسؤولون آخرون خطوة "أوباما" الذي لم يعد يرغب بعقد أي نوع من "الصفقات مع الشيطان"، على حد قولهم.
ونوه مسؤول أمريكي رفيع بأن "الرئيس (أوباما) لا يريد لهذا الفصيل (فتح الشام) أن يرث البلاد (سوريا) إذا ما سقط نظام الأسد بالفعل.. إنها ليست معارضة سورية قابلة للحياة، إنه تنظيم القاعدة".
وصرح مسؤولون في المخابرات الأمريكية أنه ليسوا على يقين من النهج الذي سيتبعه "ترامب" تجاه الفصائل المدعومة من الولايات المتحدة، علما أن الرئيس المنتخب (ترامب) شكك بقوة في تسليح المعارضة السورية، معتبرا أن وكالات الاستخبارات الأميركية لا تملك ما يكفي من المعرفة بنوايا الثوار لاختيار حلفاء موثوقين من صفوفهم.
وزير الدفاع الأمريكي "أشتون كارتر" ومسؤولون كبار في وزارته، قاوموا في البداية فكرة تسخير المزيد من طائرات الاستطلاع والطائرات المسيرة في سبيل استهداف فتح الشام، معربين عن قناعتهم بوجوب التركيز على محاربة تنظيم "الدولة"، لكن مستشارة الأمن القومي "سوزان رايس"، ووزير الخارجية "جون كيري"، والمبعوث الرئاسي الخاص "بريت ماكجورك"، اتفقوا مع "كارتر" على إبقاء التركيز باتجاه التنظيم، مع تسخير الموارد اللازمة لمنع جبهة فتح الشام من التحول إلى "تهديد أكبر".
وقال مسؤول عسكري كبير إنه جرى تخصيص إعداد إضافية من الطائرات المسيرة لصالح قيادة العمليات الخاصة المشتركة (من أجل توسيع استهداف فتح الشام)، كما أوضح "كارتر" أن هدف وزارة الدفاع سيكون ضرب قيادة فتح الشام، وليس تنفيذ ضربات بهدف محاولة فصل "الثوار المعتدلين" عن الجبهة.
وختمت "واشنطن بوست" بتصريح لمسؤول أمريكي يحذر فيه من أن "تنظيم القاعدة قد يحوز مناطق واسعة في شمال غرب وسوريا، وهذا ما سيسبب للولايات المتحدة "مشكلة كبيرة"، يبدو أن "أوباما" اختار لها ضربة استباقية على غرار ما عرف به سلفه "جورج بوش".
زمان الوصل