انطلاقا من الفكر الهاشمي الحكيم والقيادة الهاشمية المتوازنة التي كانت ولا زالت تبذل قصارى جهدها من اجل تحقيق التساند والتناغم بين الجماعات المكونة لهذا الوطن لنكون كجماعة واحدة نتعاضد في السراء والضراء ،ولا نختلف في الحقوق والواجبات وذلك من خلال ترسيخ الوحدة الوطنية بيننا ، فما يجمعنا هو الوطن وهو اسمى من اي شئ آخر ، فتصرفاتنا واهدافنا يجب ان تنطوي تحت هدف آلا وهو هذا الوطن وآليات تقدمه وتطوره وبالتالي فان الوحدة الوطنية كانت من اهم استراتيجيات الفكر الهاشمي من خلال نشر علاقات المودة والتعاون بين مكونات هذا البنيان لدعم افضل الانجازات على الصعيد الوطني والدولي.
فمنذ الازل بذلت القيادات الاردنية وما زالت تيذل قصارى جهدها لتدعيم الوحدة الوطنية من اجل بقاء واستمرار النظام الاردني كنسق متوازن ومتساند ،فبذل جلال الملك المغفور له باذن الله الحسين بن طلال جهوده في نشر المساواة والعدالة بين هذه الجماعات للوصول الى حالة من الاستقرار شهدتها المملكة بالرغم من التنوع في الجماعات المكونة لهذا البناء ، ولكن مع التشريع تساوت الجماعات فالمادة رقم 9 من الدستور الاردني نصت بان الاردنيون سواء امام القانون وان اختلفوا في الدين او العرق .
ومن الشعارات التي جسدت جهود الهاشميون ( الاردنيون من شتى المنابت والاصول) فالذي يجمعنا هو الوطن وهو وهدفنا تقدمه وبروزه امام المجتمعات الاخرى بالشكل الايجابي فاننا باهدافنا نحو هذا الوطن الجميل لا تسيرنا الوجهات السلبية ، فقد اكد جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه على اهمية الوحدة الوطنية في الفعل والقول.
وقد استكمل جلالة الملك عبدالله الثاني رسالة والده وذلك من خلال مبادراته والشعارات التي اكد عليها مثل شعار كلنا الاردن فنحن نمثل الاردن في سلوكنا واهدافنا ، وبالتالي يجب ان نعكس افضل صورة لاردننا فهو لا يستحق إلا الافضل فقد وفر لنا الامن والشعور بالاطمئنان والمساواة والعدالة وبالتالي يجب ان نمثله اجمل تمثيل يعكس قيمته.
في خطابات الملك دوما يحذر من الاعلام المضلل وندد امام اي عنصر سيهدد امن هذا الكيان الهاشمي وانه لن يقف صامتا امام الاشاعات والاكاذيب التي تهدد الوطن واكد جلالته بان ثقافتنا وهويتنا لن تكون للبيع ابدا ويرى بان العشائر ستظل بعون الله الركيزة والسند للبنيان الهاشمي ،فجل همه هو تقدم هذا البلد وانفتاحه بغير خوف او وجل ومن الشعارات التي اكد عليها استكمالا لرسالة والده ((هاشميو الولاء اردنيو الانتماء)).
وقد حذر جلالته من الخطاب الذكوري السائد في المجتمع مهملا المرأة وانجازاتها فهذا الخطاب يزيد الفجوة بين جماعة الرجال والاناث وبالتالي فهو يهدد الوحدة الوطنية فعلينا انتزاع هذه الطريقة من اسلوب حوارنا وذلك لنتلاشى اي خلخلة لهذا البنيان المتسق.
فقوة الوحدة الوطنية تعود لعدة عوامل اولها الفكر الهاشمي الحكيم والقيادة الهاشمية وتوجيهاتها المدعمة للعدل والمساواة ولاننسى جهود الحكومات في بناء المؤسسات وتوفير الفرص لجميع الجماعات بغض النظر عن الاعراق، وايضا التمثيل السياسي المتساويلجميع الجماعات .
وبالرغم من التنوع في بناء المجتمع الاردني الا ان الوحدة الوطنية سائدة بين بنيانه وذلك بفضل التشريع والجهود الهاشمية المبذلة في سبيل ايجاد وطن افضل ، فلنحافظ على هذه الوحدة التي اصبحت من النعم الفريدة في البلدان المجاورة ولنعمل على توجيهها الوجهة البنائة في سبيل تقدم الانسان والوطن