من قرية صويلح الى 39000 ألف قدم (جزء 10)
كابتن اسامة شقمان
10-11-2016 10:07 AM
في المقابل؛ هناك احاديث عن الفساد بانواعه قد تستند إلى إشاعات ولا تعتمد على بينات ووثائق وذلك في ظل غياب واضح وقناعة بوجود أدوات رقابية فاعلة، فإن الناس يلجأون إلى تحليل الظواهر رغم المحاولات التي تجري لإخفاءها إلا ان المؤشرات تبقى واضحة المعالم وتظهر بصيغ مختلفة في المجتمع وتتمثل في شيوع ظاهرة الغنى الفاحش والمفاجئ والمحسوبية في شَغلِ الوظائف والمناصب بدلاً من الجدارة والكفاءة والمهنية وغياب مبدأ تكافؤ الفرص في شغل الوظائف والاستغلال السيئ للوظيفة لتحقيق مصالح ذاتية على حساب مصالح الوطن وانعدام الشراكة بين المواطن والدولة وفق آلية المواطنة والديمقراطية، الأمر الذي يجعل سياسة الدولة غير ممثلة لأمال وتطلعات الشعب؛ وهذا يؤدي إلى خَلقِ نوعٍ من الشك في كل القرارات الحكومية لدى المواطنين.
ويعد ارتفاع مؤشر الفساد في أي مجتمع دالالة على تدني الرقابة الحكومية، وضعف تطبيق القانون، وغياب التشريعات. وبقي ان نقول، ان الإصلاح السياسي هو المحور الاساسي للقضاء على الفساد من خلال التعليم و تكاتف الاسرة والمجتمع في نبذ الفئوية والفردية في مجال الوظيفة العامة، والبدء في تدريس القيم والأخلاقيات الوظيفية وتفعيل وتطبيق القانون من خلال تطوير النظم والتشريعات الحالية والعمل على ايجاد وثيقة إصلاح وطني شاملة يتعهد الجميع بالعمل بها وتفعيلها واتخاذ الخطوات اللازمة للتغيير المجتمعي الشامل.
ينبغي اعادة صياغة المناهج الدراسية والتركيز على بناء قيم المواطنة وتعميق معاني المساءلة والشفافية والنزاهة والعدالة والأمن المجتمعي وترسيخ مفهوم المجتمع المدني المحب الذي يرتكز على سبل تشجيع الإبداع والتنوير المعرفي المجتمعي من اجل رفد الذكاء المجتمعي. إن الإصلاح يبدأ عندما يعزز التعليم فلسفة نقد المجتمع و السياسات العامة و تقديم الحلول المحلية المبدعة التي تشجع العمل التطوعي والريادة والخدمة العامة وتغليب المصلحة العامة على الخاصة والإحساس العميق بالمسؤولية.
قدَرنا ان نكون ضيوفٌ مستهلكين عابرين نعيش بدون اي انجازات لخدمه البشريه في هذا الكوكب , لقد أُقيم أول احتفال لتقديم جائزة نوبل في مدينة ستوكهولم السويدية سنة 1901, منحت جائزة نوبل حتى عام 2013 الى ما يزيد عن الاربعين مؤسسة , و 1000 رجلا وامرأة , حصل العرب على ما يقارب من 0.95% اي أقل من 1% من الحاصلين على جوائز نوبل, وذلك على الرغم من أن عدد الذين ينتمون إلى الأمة العربية حوالي 400 مليون نسمة يعيشون في 22 دوله منفصلة سياسيا ومتصلة جغرافيًا وتتخذ من اللغة العربية لغة قومية رسمية , من المحيط الأطلسي غرباً إلى بحر العرب والخليج العربي شرقا ً, 8 جوائز حصل عليها العرب 3 منها هي جائزة نوبل للسلام.
إن الأمة العربية منذ بدايه تدوين التاريخ تعيش زمناً يسوده الجهل والظلم والفساد, حتى جاء الإسلام الذي ارتقى بها, وعندما تساهلت هذه الأمة بقيمها ومبادئها التي كانت تمارسها وتدعو لها, عادت الى عصر الجاهليه حيث تشتتت وتشرذمت, وعم الجهل والفقر والظلم, وما تحمله من بذور العشائرية والعنصرية, التي جزأئتها إلى دويلات , نحن أمه مستهلكه لا نشعر بحاجةٍ إلى الابداع واكتشاف الجديد الذي ننفع به البشرية, لاننا منشغلون بتكفير بعضنا البعض بانتماءاتنا الطائفية والعرقية والدينية والعشائرية والمذهبية , وقمنا بإغلاق منافذ ومسالك التحديث والتطوير كافة التي تقود إلى بناء الدولة الحديثه , وأجهضنا دور المثقف العقلاني والمفكر الإسلامي المتنور.
نهاية الجزء العاشر .......... يتبع