facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




لبنان والمرحلة الجديدة


د. عدنان سعد الزعبي
09-11-2016 02:02 PM

عمون - تجاوزت نظرتنا نحن الاردنيون تجاه انتخاب ميشيل عون كرئيس للبنان من مجرد نجاح داخلي للجمهورية اللبنانية وبداية مرحلة جديدة الى حالة تفاؤلية ونظرة نحو المنطقة وحالة الانفراج الذي نتأمله جميعا من المحيط الى الخليج .

ان اخلاص الشعب اللبناني الذي عانى وعلى مدار سنين وسنين وصراع قوى ادى الى مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية وبيئية كبيرة انعكست سلبا على حياة المواطنين

نعم لقد تجاوزنا نحن الاردنيون النظرة من مجرد وضع داخلي الى بصيص امل مضيء شاهدناه في نفق الطريق العربي وقضايا الشرق الاوسط على اعتبار ان ما جرى في لبنان كان صورة مصغرة لتوافق قوى سياسية دولية وعالمية اضفت الى تنازل الجميع في سبيل خلاص لبنان التي عانت وعانت عشرات السنين .

ان التوافق الدولي في المنطقة على ما شاهدناه في لبنان يؤشر بالضرورة امكانية الوصول للحلول في القضايا الشرق اوسطية كافة وخاصة في سوريا واليمن وليبيا والعراق ..الخ على اعتبار ان مراكز القوى في لبنان مثلت مراكز القوى في المنطقة وان تنافسها اساسا هو انعكاس واقعي لانعكاس اختلاف سياسات الدول في المنطقة . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لبنان وليس غيرها لماذا لبنان وليس اليمن او سوريا ,مع ان عناصر ومكونات الصراع هي واحده ومحركات ريموت الصراع جميعها ياتي من كبسة واحده , ولعلنا نجد ان الصراع في سويا واليمن وليبيا والعراق فيها مصلحة دولية كبرى سواء مصلحة سياسية قائمة على المحاصصة في المنطقة او مصالح اقتصاديةقائمة علىاطماع جيوسياسية ومواقع الثروات واماكن مرور انابيب النفط او الغاز وثانيا تسويق وسائل القتال التقليدية التي تراكمت اعدادها ولا بد من تصريفها دون خسارة خاصة بعد ان تطورت الاسلحة الاكترونية والفضائية وادوات ما يسمى بحرب التكنلوجيا وهو نفسه ما نشهده في اليمن والعراق . فسباق الدول الكبرى واستخدام دول المنطقة نفسها وتحريك عوامل الفرقة الطائفية والعرقية فيها للحرب نيابة عنها وتحقق اهدافها دون ان تتحمل هذه الدول اي خسارة او ان يراق نقطة دماء لاي جندي من جنودها كما حصل في العراق و في افغانستان وقبلها في لبنان. دفعها لتبني سياسة الحرب بالوكالة او الانابة , او توريط غيرها لتهيئة الواقع والمناخ السياسي وبالتاليقطف الثمار بدون اي ثمن كما يجري الان في اليمن وسوريا .

وللاسف الشديد فقد انطلى هذا الطعم على العديد من حكام المنطقة ونفذوا بالحرف ما تطلعت اليه هذه القوى الطامعة والمستهدفة لبلادنا وشعبنا وحلمنا العربي القديم الجديد .

في لبنان الذي تحمل عشرات السنين وعانى شعبه اجيال بعد اجيال وكان مسرحا لصراع القوى في المنطقة والتي غذتها ممارسات القوى الدولية وبادوات لا تمت للانسانية بصله وبمواقف مخزية بعيدة عن الحق والحقيقة والمنطق
وروح العمل الانساني, بل عكست روح البشاعة والدموية والقتل والدمار , فعانت لبنان كما تعاني عواصم ومدن دول عربية كثيرة الان بل وعانت منها شعوب المنطقة اجمع من القتل والتهجير والجوع والفقر والتشرد . وبنفس الوقت الضغط السكاني واختلال معادلة الموارد والسكان الذي عادة ما تسببة الهدجرات القسرية الامر الذي ساهم في تعميق وتوسيع حجم المعاناة . فتمكين لبنان شيئا ما للاستمرار بهذا الدور واستقبال المهجرين الذي رفضته دول الغرب اجمع دفع الوكلاء الحصريين للسير من اجل النظر الى لبنان الذي يتطلع شعبه الطيب الى لحظات الخلاص وتخفيف المعاناة خاصة وان ذلك يصب في مصالحهم .!

ان المشهد البشري ومظاهر الفرح الذي واكب عملية تنصيب وانتخاب ميشيل عون لم تعكس طائفة بعينها او حزب بعينه او جماعة دون اخرى بل فرحة شعبية عامة مؤيدة و معارضه موافقة و رافضة اجتمعت جميعها وهللت ورفعت شعار وعلم لبنان فوجدنا الكتائبي والاصلاحي والحر والشيعي والسني يهتفون جميعا بكلمة لبنان وينصهرون جميعا بعلم لبنان وينظرون جميعا لما هو قادم للبنان من تفاؤل وامل . على اعتبار ان الصراع والخلاف ما هو الا مرحلة من الضياع وفقدان المنطق والعقلانية التي يجب ان تكون قاعدتها الوطن ومستقبل الابناء . ادرك اللبنانيون ان الجار والصديق والرفيق والزميل هو نفسة بغض النظر عن انتمائه وان الولاء للوطن هو القاسم المشترك الاعظم,

ثلاثة ايام عشناها بين اللبنانيين وهم يعضمون لبنان ويرفعون شعار الوحدة والانصهار واعادة البناء والانطلاق نحو التوافق والاصلاح بل الامل المنشود . شدني الواقع كما شدني الامل الذي ظهر كحقيقة على محيا اللبنانيين , نعم لقد كانت صورة عظيمة لتطلع شعب نحو الخلاص وفتح صفحة جديدة وسط هذا البحر المتلاطم .

فمبروك للبنان ولشعبها وللامة العربية .





  • 1 ابو معتصم العتوم 09-11-2016 | 07:50 PM

    اخي ابو صلاحنحن امه لا نقرأ واذا قرأنا لا نفهم ونعتمد في مواقفنا على الكرة وليس على تحقيق مصالحنا وانما على ردود افعالنا وانفعالاتنا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :