الجامعة الهاشمية (والصفر المكعب)
د. عبدالرحمن الغويري
09-11-2016 10:56 AM
للهاشمية الأبّية أعز الأسماء وأشرفها ... فمن أعز وأشرف من النبيّ الهاشمي محمدا
تعانق حمراء الأجداد لا تأبه بحرّ شمسها ... شامخة في ظل إنجازات ومجد مخلدا
تحولت شمسها الحارقة إلى طاقة و كهربا ... وفي الأبحاث تبوأت مركزا متقدما
أرادها الحسين منارة علم وقت إنشائها ... فعزز أبا الحسين المنارة اليوم وغدا
فعهدا للهاشميين أن نبقى كما كنا أبنائها... نحافظ على انجازاتها واسمها المفدى
تعتزّ الجامعة الهاشمية بالاسم الذي تحمله (الهاشمية) والذي هو أعز واشرف أسماء العرب والعجم والذي يحمل معاني الخير و النماء والانتماء والعمل الدؤوب لخدمة الوطن في ظل قائدنا جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المفدى.
يفتخر الأردنيون من شتى الأصول والمنابت بما حققته الجامعة الهاشمية من إنجازات كبيرة على الأرض خلال السنوات الماضية والظاهرة للعيان ولكلّ ذي بصر.
فكان للجامعة الهاشمية الشرف بزيارة سيّد البلاد جلالة الملك المفدى، وبتفضّل جلالته بمنح الجامعة وساما ملكيا ساميا، نتيجة إنجازاتها، وبخاصة في مجال الطاقة الشمسية، وحسن إدارة مواردها. والوسام الملكي السامي نيشان فخر واعتزاز على صدر أسرة الجامعة الهاشمية كلّها . ثمّ كانت زيارة جلالة الملكة رانيا العبدالله للجامعة، وتفقدها للمشاريع التي أنجزتها الجامعة، وكلّ ذلك يحثّنا على أن نعمل وندأب بما يليق بهذه الثقة الملكيّة السامية.
إن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي أن الجامعة الهاشمية أصبحت في مقدمة الجامعات الأردنية حيث ارتفع أدائها العلمي والتعليمي والأكاديمي والبحثي فيها كثيراً في السنوات الأخيرة، وهذا يعود للرؤية الواضحة والمتقدمة والناجحة لإدارتها المتمثلة برئيس الجامعة الأستاذ الدكتور كمال الدين بني هاني وعمله وجهده الدؤوب ونوابه وعمداء كليات الجامعة ومراكزها وكفاءات علمائها وأساتذتها وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية وإخلاص جميع العاملين فيها وحرصهم على تميز الجامعة.
أما الطلاب فهم ثمرة كل هذه الجهود فيقع على عاتقهم الجد والاجتهاد والمثابرة كي يحصلوا على التميز والإبداع. لقد غدت الجامعة بهذه الانجازات وباعتمادها على نفسها غدت الجامعة الاردنية الوحيدة غير المديونة (صفر دينار ديون) والتي لا تمد يدها للغير لا تتلقى مساعدات ودعماً من الحكومة وموازنة الدولة (صفر دينار مساعدات) وهي الجامعة المكتفية ذاتياً بل وحققت وفراً وارباحاً من خلال مشروعاتها وشراكاتها الموفقة وسجلت قصص نجاح أردنية جديرة بأن تحتذى من بقية الجامعات المرهونة استمراريتها بالمعونات والديون، واستطاعت الهاشمية توفير فاتورة طاقتها كاملة (صفر دينار فاتورة الكهرباء) بإعتمادها على الطاقة البديلة بشكل كلي وهذا انجاز يصفق له الشعب، انجاز عجزت الحكومات الأردنية المتعاقبة عن تحقيقه للوطن بل لوزاراتها ودوائرها ومؤسساتها على اقل تقدير وهو عمل يحترم وترفع له القبعات.
ومن الطبيعي أن تجد لكل قصص نجاح حاسدين ومشككين فهؤلاء هم قوى الشد العكسي وهذه هي القوى السلبية والتي تتنافر مع القوى الايجابية أينما ذهبت وحلّت. فالجامعة وإدارتها لم تؤل جهدا في سبيل خدمة الطلاب وتوفير أنسب الأجواء والظروف لهم للتفرغ للتحصيل العلمي وبناء شخصيات يملؤها الانتماء وحب العلم والعمل والإقبال على الحياة بهمة وعزيمة. والعلاقة بين الطلاب والهيئة التدريسية هي علاقة دافئة يسودها الحب والحب المتبادل. فنظرة سريعة على النشاطات والانجازات المشتركة بين الطلاب وأساتذتهم وحصدهم لجوائز وطنية وإقليمية ووطنية لخير دليل على صحة هذه العلاقة وتميزها التي ترجمت لهذا المستوى العالي والمميز من الإنجازات. والمتصفح لصفحات كليات الجامعة وأساتذتها سيرى بعينه ذلك التفاعل البناء والجدي والأخوي والأبوي بين أعضاء هيئة التدريس وطلابهم. الذين ينعمون بأحدث التجهيزات من ألواح ذكية وأجهزة عرض وحواسيب حديثة ومختبرات عصرية وأعلى مستوى من الخدمات والمرافق النموذجية وبأرقى الخبرات الأكاديمية والعملية.
إن الديمقراطية التي تنتهجها إدارة الجامعة في اتخاذ القرارات لم يسبق لها مثيلاً في الجامعة الهاشمية ويا حبذا أن تتبع الإدارات والمؤسسات الحكومية والوطنية حذو الجامعة الهاشمية بهذا الشأن. فجميع القوانين والقرارات في الجامعة تصدر بناء على مجالس أقسام وكليات وعمداء وجامعه وأمناء وبالتسلسل الإداري السليم، وفي كل مجلس يؤخذ برأي الأغلبية ويحترم هذا القرار، وفي كثير من الأحيان يعاد النظر في بعض القرارات وتحال إلى لجان للبت فيها وإصدار التوصيات اللازمة للمجالس المذكورة بهذا الموضوع أو ذاك، فكما تلاحظون أن العمل في الجامعة هو مؤسسي وديمقراطي بحت.
ويعتبر الاعتصام ظاهرة حضارية وديمقراطية لإيصال صوت من يشعر بالظلم أو الغبن من بعض القرارات ، ولكن بمجرد الحصول على تفسير وتبرير واضح لسبب قرار معين ، فالواجب على المعتصمين السماع والإنصات لهذا التبرير والتفسير وفض الاعتصام وإعطاء صاحب القرار الفرصة والوقت الكافي للتفكير بهذه القرارات.
أما الإلحاح وتكرار الاعتصامات وانتهاج أسلوب (تكسير العظام) فهذا بالتأكيد مرفوض ليس من الإدارة فحسب لا بل منا جميعا أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في الجامعة. فبدلا من أن تكون هذه الاعتصامات مظهرا حضاريا بدت هذه الاعتصامات تسيء لهيبة الجامعة ونزاهة لجانها. بل أصبحت تشكل مشهدا مستغربا أمام الوفود المانحة والزائرة للجامعة من جامعات ومراكز بحثية إقليمية وعالمية. مما يضيع جهوداً عظيمة بذلتها الجامعة في سبيل استقطاب تمويلات مالية وتجهيزية وتبادلات علمية من تلك الجهات في سبيل تحسين جودة التجهيزات العلمية والمرافق الخدماتية والفرص التعليمية المتاحة للطلاب أنفسهم، حيث وللأسف تم إلغاء العديد من المؤتمرات العلمية والزيارات البحثية والتي أخذت الجهد والوقت الكبيرين من منظمي هذه الفعاليات والتي كانت مقررة من زمن بعيد، لقد أُلغيت بسبب الاعتصامات المتكررة وهذا ما يترك في القلب غصّة. فشتان بين من يملأ الفضاء بأخبار الإنجازات وحصد الجوائز في ميادين العلم والاختراع والتنافس المعرفي وبين من يملؤه بأخبار التشكيك والشكوى وظلم ذوي القربى.
فخير مدافع عن جامعتنا الهاشمية هو انجازاتها وريادتها. فهي نموذج مشرف باعث للأمل وتجربة نجاح نتمنى رؤيتها في غيرها من المؤسسات في طول الوطن وعرضه. فهي كانت رقما صعبا في وجه التحديات ووقفت في وجه الصعوبات وانتفضت وصمدت وتطورت لتسطر سفرا ناصعا في تاريخ النجاحات الباهرة لهذا الوطن المكافح الذي يستمد عزيمته ورؤيته وروحه المثابرة من مليكه الشاب والتي لا تقبل بأقل من النجاح والتميز. فها هي مشاريعها الاستثنائية في مجال الاكتفاء الذاتي والتصدير للطاقة الشمسية النظيفة، ومشاريعها في مجالات التعليم الإلكتروني والتعليم عن البعد وحوسبة التعليم. جنبا إلى جنب مع مشاريعها وخدماتها المجتمعية في شتى المجالات الصحية والعلمية والبيئية والتأهيلية. وها هي صروحها العمرانية التي تعانق عنان السماء ومشاريعها الاستثمارية التي تضمن الوفرة المالية والتمويلية ليبقى قلبها نابضا بالعمل والإنجاز لنمو مستدام وتطور مستمر. وضمن خطط واستراتيجيات مدروسة وموضوعة بعناية. تضع بنصب عينها التحديات المالية والاقتصادية التي تعصف بالوطن في محيط متقلب ومليء بالتحديات والمتغيرات التي تتطلب الاقتصاد وحسن إدارة الموارد والحفاظ على المقدرات والعض عليها بالنواجذ. فالجامعات والعلم والتعليم هي أولى اهتمامات وأولويات القيادة الهاشمية الحكيمة ونافذة البصيرة. فمؤسسات الوطن الأكاديمية هي رهاننا جميعا على تخريج شباب واع ومسؤول يحمل على كتفيه هموم نهضة وتطور البلد وحمايته في وجه النوائب.
قلناها ونقولها وبعالي صوتنا، الجامعة الهاشمية كما أسمها، خط أحمر وعصية على الحاقدين والمشككين. ولا مكان فيها إلا لاحترام الرأي والرأي الآخر في جو علمي منطقي بصير. ومن ينطق لسانه عنها بأذى نقول له ''هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين''. وكفى جلدا للذات وتبخيسا لمنجزات الوطن ونماذجه المشرقة فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، واتقوا الله فيها وفي أنفسكم.
عاش الوطن حرا أبيا ودامت إنجازاته وأدام الله علينا نعمة الأمن والأمان في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين المفدى