facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




أسوار حول الرؤساء !


شحاده أبو بقر
08-11-2016 01:44 AM

من أغرب وأعجب المفارقات في سجل منظومتنا الإدارية الرسمية الاردنية , أن معظم إن لم يكن كل مسؤول أول في مؤسسته , يجد نفسه ومنذ اليوم الاول لترؤسه هذه المؤسسة أو تلك , مسورا " بضم الميم وتشديد الواو وفتحها " بمجموعة من العاملين الذين يحيطونه بسور فولاذي يحول دون أن يرى أو يسمع أو يتعامل مع أحد سواهم من مستخدمي مؤسسته .

ومعظم هؤلاء وبحكم وظائفهم التي جعلتهم على تماس مباشر بالمسؤول الاول , , يحرصون أيما حرص على ان لا يعرف هذا المسؤول الاول أحدا غيرهم , فهم الكفيلون بتنفيذ تعليماته ورغباته , وهم يتشددون في حجب المعلومات عن سائر العاملين حتى لو كانت في صلب عمل هؤلاء , فليس من حق احد غيرهم حتى مجرد الإلمام بنمط تفكير المسؤول الاول وما يريد وكيف يريد , وما على الكادر كله إلا الإذعان لتعليماتهم هم ودونما نقاش ! .

ربما يأتي الرئيس او الوزير او الامين او المدير وتنتهي رئاسته , ولا يتعرف على احد في مؤسسته سوى تلك المجموعة المحيطة به كإحاطة السوار بالمعصم , وهم بالطبع , مؤهلون تماما في إغداق المدح على هذا المسؤول , يمتدحون قراراته حتى لو كانت خاطئة , ويشيدون بكلماته وتصريحاته حتى لو كانت خاوية , ولا بأس من إبداء الإعجاب بهندامه , وبتصفيفة شعره , وبشبابه المتدفق حتى لو كان هرما , وسوى ذلك من ممارسات تطرب سمعه وتشنف أذانه وتستهوي هواه !

الغريب ان كثيرا من أولئك المسؤولين يستسلمون لممارسات تلك المجموعات , لا بل وبعضهم يأخذ بأيدي بعضها إلى مواقع وظيفية أعلى , فقد أفتتنوا بها وصار لزاما دعمها , حتى وهم متيقنون في دواخلهم , ان ما تقوله هو مجرد نفاق وتسلق وإنتهازية وبإمتياز , وعلى حساب مصلحة العمل , وحقوق غيرهم من العاملين المجللة شخوصهم بالحياء وبالترفع عن هكذا ممارسات , حتى لو كان هذا الترفع سببا في حرمانهم من حقهم , ولا حول ولا قوة إلا بالله .


لا مناص من أن نقر بأن هذا الداء الكارثي موجود في الإدارة الرسمية الاردنية وبوضوح تام , وهو سبب مباشر في تردي وترهل تلك الإدارة , ومبرر ظالم لظلم الكفاءات التي لا تجد طريقا لحقها في تسنم مواقع إدارية قيادية , بعد إذ حجبت عنها تلك المجموعات نور العمل كي لا يكتشف المسؤول الاول نبلها وكفاءتها وقدرتها واهليتها المعطلة رغما عنها , وهم بذلك يخسرون , والدولة والوطن كله معهم يخسر ! .
مصيبة الكفاءات أن المسؤول الاول
ولسوء حظه وحظها معه , لم يتعرف إلا على تلك المجموعات التي تحيطه بجدار عازل عن كل من هم حوله , كي تحظى هي وحدها وعلى حساب المؤسسة والدولة وكل الوطن , بالمغانم والمناصب وسائر الإمتيازات , أما غيرها وإن كان صاحب حق , فليس من حقه حتى أن يطلب حقه ! , وهي كالنار يأكل بعضها بعضا , يتظاهرون كما لو كانوا أصدقاء , فالضرورة تقتضي ذلك , وقلوبهم في حقيقة الامر شتى , وكل منهم يحفر لمن هو أعلى منه مرتبة , عل المسؤول يقصيه كي يحل الحفار محله ! .

أخيرا وليس آخرا , الإدارة الاردنية بأمس الحاجة إلى الإصلاح قبل أي إصلاح آخر , ولن يكون هناك إصلاح سياسي أو إقتصادي او إجتماعي , إن لم تقم ثورة بيضاء شاملة لإصلاح الإدارة في القطاع العام ,فلم يعد سرا أن ممارسة بسيطة لموظف من نمط تلك المجموعات المشار إليها, تجر على البلد خسائر وويلات هو أحق بان يكون في منآى عنها , وما على كل مسؤول أول , إلا الخلاص من كل الأسوار ! , إن هم أرادوا لعملهم ولبلدهم ان ينجح , أو إن هم إبتغوا مرضاة الله سبحانه , برا بالقسم الذي أدوه . الله جل جلاله من وراء القصد , وللحديث بقية بإذنه تعالى





  • 1 أحمد العبادي 08-11-2016 | 10:19 PM

    صدقت أخي الكاتب .. كلام معبر عن واقع نعيشه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :