معجزة إلهية وعودة إلى بداية العمر أنتم من أوجدتم الضحكة في البيت الصغير، وانتم من اوجدتم للمستقبل معنى وسنوات أنتظرها كانت من أجل عيونكم وبسمتكم وخطواتكم الأولى وكلماتكم المتلعثمة والتي كانت مصدر البهجة والسعادة لنا ولولادتكم وكنتم هدايا العمر، لتدفئوا أيامنا وليالينا بعيدا عن صقيع الشيخوخة.
أخرج من خزانة أفكاري صوركم وانتم صغار حيث هاجمتني الذكريات وتذكرت أيام ما كنا كيانا واحدا وقلبا واحدا، انقسم إلي أربعة قلوب صغيرة هم انتم اولادي ملائكة بيتنا الصغير.
نشتاق إلى تلك الأيام التي كانت أجمل أيام عمري عندما كنتم صغارا عندما كان حضني أدفأ وأجمل مكان آمن تحلمون فيه أجمل الأحلام، عندما كان حضوركم يلغي العالم ويطمئنكم بأن الغول لن يرهب لياليكم وكيف يجرؤ ونحن بجانبكم.
متعة الحياة الدنيا تتجدد مع قدوم أول حفيد للعائلة الصغيرة، نتضرع إلى رب هذا الكون أن تكون حياته أسعد من كل لحظات حياتنا وأن يصير مستقبله جديرا بعمق إحساسنا به، وان يعوضنا عن كل الأماني التي ربما لم تتحقق معكم، إنها الفرصة الجديدة، للتعبير عن مدى الحب الذي نكنه انا ووالدتكم لكم الذي لم ولن تهزه الأيام ولن تقلل من عنفوانه، إنتم لم تعودوا تحتاجون إلينا مع كل نفس يخرج منكم كما كان حالكم عندما كنتم صغارا ترون الدنيا من خلال لهفتنا لكم وتدور حياتكم حولنا من خلال عطائنا الأبدي لكم.
يأتي الحفيد أصلان، لنجدد الشوق والحب واللهفة والعطاء والمتعة، لنبرهن لكم مرة أخرى، أن حبنا للحفيد أصلان، إنما هو إعلان مرة أخرى عن حبنا لكم.
أسألك يارب في كُل يوم يمر في حياتنا أن لا تدع أمراً في صدورنا إلا وحللته لنا ولا حلماً سكن في قلوبنا طويلاً إلا و يسرته لنا وجعلت لنا الخير فيه, نقول لك يا حفيدنا الأول أصلان، بعد هذا العمر الطويل كم نتمنا أن نراك رجلاً سوياً مكتمل العقل ومتزن العاطفة وأن تقرأ هذه الرسالة التي تعبر عن مدى محبتنا لك وفرحتنا التي لم يغمض لنا فيها جفن حتى خرجت إلى الدنيا فامتزج صراخك بدموع فرحنا وأزالت تعب انتظارك.
حفيدنا أصلان كم نتمنى أن نجعل حجرنا لك فراشاً وصدرنا لك غذاء، لقد ارتبط الجد والجدة بالحفيد منذ قديم الزمان بعلاقة وطيدة احتار فيها الكثيرون من علماء النفس حول هذه العلاقة التي ينظر الجد والجدة إلى حفيدهم بافتخار، وكأنه نصر لهم في الحياة، فأنت ابن ابني، شاهد حقيقي على استمراريتنا في الحياة، الأمر الذي يجعل من محبتكم لا حدود لها في الحياة.
نحن جدود اليوم اختلفنا اختلافا جذريا عن جدودنا، فالجد أو الجدة كان في الماضي يمثل بالنسبة لأحفادهم التمسك بالأفكار القديمة واليوم الجدود/ الجدة أصبحوا مختلفين، فنحن نقوم بدور الوسيط بين الأحفاد والأبناء حول عملية التربية فقط، ان الاستمتاع بوجودك كحفيدنا الأول هو شعور لا يساويه أي شيء آخر في العالم و هو امتداد لشجرة العائلة.
والدكم / والدتكم
جدك / جدتكم