رغم حاله عدم التفاؤل التي تصاحب كل عربي مع انعقاد القمم العربية إلا أن القمة القادمة التي ستعقد في عمان ربما تأتي في مرحلة يشهد فيها الإقليم تغيرات حقيقية على صعيد الملفات او الأزمات التي تمتد من سوريا الى لبنان واليمن ومصر والعراق، وهذا سيصاحب بداية عهد الادارة الامريكية الجديدة.
خارطة الملفات والازمات تقول ان لبنان قد نجح في تجاوز ازمة رئيس الجمهورية واستجاب حلفاء السعودية وأمريكا واعداء النظام السوري لخيار معسكر ايران وحزب الله وقبلوا بميشيل عون رئيسا باشر أعماله.
وقريبا من هذه الجغرافيا مازال النظام السوري صامدا بل يحقق انتصارات عسكرية مهمة رغم قسوه معركه حلب، لكنه ايضا كسب الى جانبه موقفا مصريا اصبح اكثر انحيازا للنظام السوري، وكانت زيارة علي مملوك الشخصية الامنية البارزة في النظام السوري والتي تم الإعلان عنها رسميا، كانت هذه الزيارة رسالة مصريه لمعسكر أعداء الاسد، مثلما كان التصويت المصري قي مجلس الأمن الى جانب القرار الروسي وهو الذي غضب بعض العرب .
وعندما تعلن مصر موقفا مثل هذا، وتتحدث مع النظام السوري فانها تغير من ثقل المواقف في معادلة الازمة السورية، وهي ايضا تنسجم مع نفسها في حربها على الاخوان الذين لا تريد ان تراهم يحكمون في سوريا فيما لو سقط الاسد.
الازمة ليست بهذه السهولة لكن التحولات عندما تكون مهمة تستدعي النظر وبخاصة اننا سنكون في موعد القمة مع ادارة امريكية جديدة، وسيكون هناك صوره واضحه لاوضاع عصابه داعش في الإقليم بعد معركة الموصل وربما معركه الرقه التي تعلن امريكا انها ستكون بعد أسابيع من الان .
والى يوم القمة هنالك الملف اليمني الذي اصبح واضحا ان الحل العسكري ليس هو الطريق لحسمه،وان مشروع الحل السياسي الذي طرحه المبعوث الاممي قبل فتره وقبلته ضمنا المملكه السعودية ورفضه الرىيس هادي منصور لانه سيكون الخاسر الاول منه،هذا المشروع قد يكون اول الطريق للاعتراف بان ماكان من حل عسكري يحتاج الى نهايه سياسيه تقوم على الاعتراف بان الطرف الاخر المكون من الحوثيين وعلي عبدالله صالح شركاء في حكم اليمن مستقبلا .
والى ان تحين القمة سيكون الوضع في العراق مختلفا بعد معركه الموصل وبخاصه اذا انهزمت عصابه داعش وحققت الحكومه العراقيه ماتريد،وهذا يعني قوه للمعسكر الذي يضم ايران وسوريا وخصوم السعوديه في اليمن وربما بعضا من معادله الحكم في لبنان .
اما روسيا فانها تزداد حضورا في الإقليم،وداىره الأصدقاء والحلفاء والمعجبين تزداد يوما بعد يوم،فالمقارنة بينها وبين حليف العرب التاريخي امريكا حاضره،وبخاصه الموقف الامريكي من السعوديه وموقف روسيا من النظام السوري،واقترابها من مصر او اقتراب مصر منها جعلها منافسا اكبر لامريكا،كما ان قيادتها للازمه السوريه نيابه عن معسكر ايران والنظام ومن معهما أعطاها ورقه كبيره،وهي ورقه مدعومه بتواجد عسكري كثيف ويزداد يوما بعد يوم في المنطقه،وربما تحد روسيا لها مزيدا من الأصدقاء في الإقليم في اليمن مثلا او ربما من حلفاء امريكا التاريخيين .
القمة القادمه التي نتمنى نحن الأردنيين ان تعقد بأعلى درجات النجاح السياسي والتنظيمي، ربما تنعقد في ظل معادلة جديدة لازمات الإقليم، وربما تكون قادرة على تجاوز الجمل الفضفاضة في البيان الختامي الى مواقف اكثر وضوحا من أطراف أصبحت مصالحها مختلفة عما هي الان او عما كانت عليه قبل شهور .
سوريا، اليمن، العراق ولبنان هي الملفات التي أصبحت معيارا لمعادلة المنطقة، وللاسف خرج منها الملف الفلسطيني، وهي ملفات تشكل المواقف منها شكل التحالفات والحلول الممكنة وربما شكل المنطقة التي نحن جزء منها.