بعد ظهوره العلني المثير للجدل قبل عامين في خطبة الجمعة وإعلانه تولي الخلافة وزعامة داعش ...هاهو الخليفة المزعوم يطل من جديد بالخفاء دون أن نعلم مكانه ، بكلمة صوتية وصفها الإعلام ب اليائسة والنارية وتحمل تحريضا شديدا على الجميع .
فهل حقا تحمل هذا العمق من الأزمة ؟!.
دعونا نحاول قليلا فهم كلمته بصورة بعيدة تماما عن المجاملات السياسية لأطراف عدة ...
أشار في كلمته إلى أن "أمم الكفر جمعاء "إجتمعوا على حرب داعش ...لكن التحالف الدولي ب دوله ال60 ومن معهم...مازال عاجزا طوال عامين عن إنهاء هؤلاء الشرذمة..وكان هذا لصالح داعش في التمدد مما يثير التساؤل حقا حول مدى كفرها أمام الخسائر البشرية في الإقليم ..
ثم اتهم السعودية بنشر الرذيلة وهدد بإستهداف داخلي للمملكة ...ونقل المعركة للأراضي التركية ..التي إتهمها بدورها بالتدخل في المنطقة ..وهذه الرسالة تحمل في طياتها تهديدا واضحا للسعودية وتركيا بضرورة إيجاد مخرج لداعش من الموصل .حسب الإتفاق المبرم مع الجانب الأمريكي .ولن يكون بطرده للرقة في سوريا . خاصة مع إختلاف قادة التنظيم حول نقل عائلاتهم الى هنالك ...
أما تركيا فهي تبحث عن مبررات قوية صريحة ..لتدخل أوسع في معركة الموصل ..وهو ما قدمه لها البغدادي الآن بهذا التهديد الزائف ...حتى لو نفذوا عمليات إرهابية ب ذئاب منفردة من أجل إشعال وتيرة الأحداث ..وربما لذلك غيرت السلطات التركية خطتها ونقلت قواتها من بعشيقة إلى منطقة أخرى ...مع إصرارها على أنها لم تنسحب من بعشيقة...وهذا يؤكد قول حيدر العبادي أن الخطر التركي قادم ...مما يعني اشتباكا مؤكدا لا يعرف وقته...
الجانب المهم من كلمة البغدادي هو عدم ذكر إيران ضمن قائمته.مما يعني أنه في حال إنهاء الخلافة التي ستنتهون معها ستكون الساحة للاعب الإيراني ... ليمارس نفوذه...بعد أن سيطر على 5 عواصم عربية ...
التصريحات الرسمية العراقية مثيرة للشك مع كل ما يعلن من بطولات و إنتصارات في حين يسيطر داعش على مناطق جديدة كالشرقاط التي احتلها ب 50 عنصرا فقط وكذلك الرمادي ...وهي مدن سبق وتم تحريرها من القوات العراقية ...
رغم كل الشكوك تبقى حقيقة قائمة وهي أن معركة الموصل الحقيقة ما زالت طويلة وربما الأصعب ساحلها الأيمن وليس الأيسر ...وهو الساحل الذي سيكون مجزرة الحشد الشعبي في تلعفر ...من جميع الأطراف ...
لكن المفارقة الغريبة كيف تعجز الإستخبارات العالمية عن معرفة مكان البغدادي .الذي يخلي نفسه من المشهد برسائل تهديد...أم هي قواعد اللعبة ..هنا.
نبقى بإنتظار الأحداث والتي ستكون مختلفة في حال تدخل الجيش التركي ..وهي الأقرب للواقع...