فتحي أبو طالب النجم الذي هوى
أحمد عويدي العبادي
04-11-2016 05:31 PM
الخميس 3 /11/2016 هوى نجم أردني ما اغواه المنصب، ولا نالت منه المتاعب ولا اغرته المراتب لأنه كان أكبر منها جميعا وهي امامه قميئة، ولا هدت قامته تكالب السنين ولا هزت به شعرة المتآمرين، انه المغفور له بإذن الله المشير فتحي باشا أبو طالب ابن السلط المحروسة وابن الأردن العزيزة وتمت مواراته الثرى في مقبرة سحاب الإسلامية ظهر يوم الجمعة 4/11/2016 الى رحمة الله وغفرانه ان شاء الله.
فتحي أبو طالب طود شامخ يسمو في السماء، وله اجلاله في العلياء، وهو قامة وهامة اردنية ترعرعت في أحضان السلط الابية العصية ودرجت في ارض الأردن المهيبة المهابة، فاختار القوات المسلحة الأردنية الباسلة / الجيش الأردني ان تكون طريقه ورفيقه في حياته العملية.
فتحي أبو طالب فقيد الأردن وجيشنا الأردني وحرائر الأردن واطفالها ورجالها وهوية الأردن وشرعية الأردن ووطنية الأردن، هو ابن السلط المحروسة العصية والأردن العزيزة الابية ولي الشرف انني ابن السلط وابن الأردن، الذي عاش كريما لم يناله اللئام ومات عزيزا وحسده على موته الاقزام.
فهو جبل من جبال الأردن ونجم من نجومها الزاهرة وشخصياتها الباهرة، عرفته فأحببته لتواضعه الصارم وصرامته المتواضعة، ليس فاحشا في القول ولا يهاب الرجال ولا يتجاوز على أحد، ولا تمشي عليه الدهلزات ولا يعمل بالمؤامرات، ولا يجرؤ أحد ان يتجاوز عليه لما له من مهابة ولأنه قلعة محصنة امام القيل والقال فهذه طوابق ليس لها عنده سوق.
وعندما يبتسم فهو صاحب الابتسامة الواثقة التي لا رخص فيها ولا فحش، والواثق المبتسم، ما طلبت يوما مقابلته الا ولباها وانا في قمة المعارضة، وهو مالم يجرؤ غيره على فعله، لأنه واثق من نفسه ويثق بي ايما ثقة، وما شعرت يوما انه منهزم ولا متذمر ولا يائس، وهو يعشق الأردن وانه يجب ان يكون لنا جيش قوي محسوب على التراب وليس على الاصحاب والاتراب. يحب الأردن والاردنيين وله فلسفته الوطنية التي ارجو الله ان يكون دونها قبل ان تضيع لان التاريخ لمن يكتبه لا لمن يصنعه.
فتحي أبو طالب صنع هيبة لجيشنا الأردني وضباطه عجز عنها من هو سواه من القادة من قبل ومن بعد، وهو ثاني أفضل وأقدر قائد للجيش الأردني بعد كلوب باشا في تاريخه المعاصر.
فتحي من أبناء المدرسة الأردنية ولم يكن عميلا لدولة او أجهزة خارجية أو سفارة، ولا يؤمن بالعمالة والعملاء وان كان يتعامل مع كل ما يتطلب جيشنا الأردني الباسل، وبالتالي كان استمراره لكفاءته ولان القوات المسلحة الأردنية عرفت زمنه الاستقرار والازدهار والعدالة، وانه جيش الاحتراف والدفاع عن الأردن.
فتحي أبو طالب كان اهم رئيس اركان أردني يدخل التاريخ بعد كلوب باشا، عرفته عن قرب وشعرت انه قريب وهو بعيد وبعيد وهو قريب له هيبة الأسود وتواضح الحصان الأصيل، عين صقر تحرس الأجواء وجبل شامخ يسخر بالأنواء. احببته من قلبي وانا اتفطر حزنا عليه، فلمثل فتحي أبو طالب تذرف الدموع وتنوح النوائح ويبكي الرجال وذوات الحجال، ولمثله تسير الجموع ولمثل جنازته يسير الرفاق وهم يترحمون عليه وندعو ومعنا يدعون له ان يسكنه الله فسيح جنانه ويلهم اهله الصبر والسلوان.