يحكى أن "جحا" إفترش الارض ذات يوم واضعا رأسه في حجر أمه لتفليه, أي تعبث بشعره بحنان تزيل ما علق به من شوائب, وبينما هما كذلك, لاحظت الأم الحنون أن رأس ولدها مليء بالندب الناتجة عن جروح , أي "مفشوخ" ولمرات عديدة.
استغربت أم جحا وجود كل هذه الفشخات في رأس ضناها وسألته عن سرها. قال جحا , يا أمي , إن سببها هو أنني أقول ما أعتقد انه الصحيح, ولسوء الحظ, فإن ذلك لا يروق للآخرين, فكلما قلت الصحيح, جاء من يضربني على رأسي بحجر , حتى صار الحال كما ترين!
طبعا, وبعاطفة الامومة حزنت أم جحا كثيرا لحاله, وشرعت بالدعاء على كل من تسبب في شج رأس ولدها , سائلة الله أن ينتقم لها ولولدها منهم جميعا , وأن يوقع بهم من الأذى اكثر مما لحق بعزيزها.
في الأثناء لاحظ جحا المستلقي في حضن أمه, إنتفاخا ملحوظا في بطنها, فسألها, أمي , ما هذا الانتفاخ البادي في بطنك وأبي رحمه الله توفي منذ خمس سنوات! , اشتاطت الام غضبا, وتناولت حجرا من حولها, وبسرعة البرق , أضافت "فشخة " جديدة في رأس ولدها وضناها.