مما لا شك فيه أن الاردن كان محظوظاً بعدد من المحافظين الأكفاء الذين تعاقبوا على رأس البنك المركزي وأولهم الدكتور خليل السالم رحمه الله ، وآخرهم الدكتور زياد فريز أطال الله عمره.
كفاءة الدكتور زياد ليست محل شك ، وليس أدل على ذلك من السمعة الرفيعة والثقة العالية التي يتمتع بها البنك المركزي الأردني محلياً ودولياً.
أصل الحكاية أن مجلة إعلانية هي (جلوبال فايننس) لا تتمتع بأي قدر من المصداقية يؤهلها لتقييم جميع البنوك وكل المحافظين في العالم ، وإعطائهم درجات ، ليس معروفاً كيف حسبت ولا كيف تم التوصل إليها.
جلوبال فايننس مجلة توزع مجاناً ، ويستطيع من يشاء أن يشترك فيها بمجرد النقر على إعلان (اشترك مجاناً) الموجود في موقعها الإلكتروني ، أي انها تعتمد في تمويلها على تصنيف البنوك وإعطاء لقب أفضل بنك لمن يدفع عن طريق نشر إعلان. وهي مهنة جديدة أخذت تمارسها عدة مجلات ذات أسماء رنانة كمصدر لرزقها؟.
معظم البنوك الأردنية حصلت في وقت أو آخر على لقب أفضل بنك في الأردن، آخرها بنك الإسكان الذي قد يكون بالفعل أفضل بنك وقد لا يكون ، ولكن ليس لأن هذه المجلة قامت بتقييمه عن بعد وتوصلت إلى هذه النتيجة الحاسمة.
لا أعتقد أن محافظ البنك المركزي الدكتور زياد فريز يقبل حمل لقب من مجلة كهذه، أو يتقبل إعلانات التهنئة الفارغة، خاصة وان المجلة المذكورة لا تعطي أحداً لقب (أفضل محافظ في العالم) ، فهي تصنف المحافظين حسب مراتبهم ، فتعطي المجموعة الأولى من المحافظين علامةA والمجموعة الثانيةA - وتعطي المجموعة الثالثة علامة B وهكذا.
المجلة أعطت المحافظ الأردني مرتبة A - مثل محافظي المغرب والمكسيك، أما محافظي الدرجة الأولى من مرتبة A حسب تصنيف المجلة فكثيرون ومنهم محافظو البنوك المركزية في لبنان وإسرائيل وبريطانيا وروسيا والفلبين والبيرو وبارغواي ، وتايوان إلى آخره...
في مطلع العام القادم سوف تنتهي ولاية الدكتور زياد على البنك المركزي ، وبهذا يكون قد خدم البنك المركزي والبنوك في الأردن والاقتصاد الأردني أفضل خدمة، ويظل فوق الألقاب التي تتطلع لإصدارها صحافة صفراء غير مؤهلة للتصدي لمهمة مستحيلة كهذه.
الراي