هوامش - 4
لا أعرفه، وليس ثمة ما قد يدعوني إلى ذلك، وجدته ينتقي من الأشياء ما قد يفي بحاجة الكلام،
غيمة على قارعة الرصيف، بعض حياة، وحذاء، وكأني به يسخر من عبء الأرصفة بانتقاء أشياء اللقاء المستحيل،
شيء من الكافيار والقليل الجيد من الكستناء وكأني به يقول،
تعوي الكلاب على الراجل من الأخيلة وتدير ظهورها للمسترجل من الأمكنة .
لا أعرفه، وليس ثمة ما قد يشي به، يضم معطفه إلى ذراعه في حرية تكاد تكون مستحيلة، وفي استعارة ثمينة يضع يده اليمنى في جيب بنطاله ويترك الأخرى في استعارة ساذجة عن ما بات يشغلني، وجدته ينتقي من العناوين ما قد يفي
بحاجة الغمام،
انشودة المطر، حق الفلسطينيين في تقرير المصير، غواية الزهر ويدندن لحن أغنية وحيدة،
(وأبقى وحيدا ثلاثين أخرى، ثلاثين كاملة دون مجرى )
لا أعرفه، وليس ثمة ما قد يدعوني إلى ذلك، وجدته ينتقي من الأشياء ما قد يفي بحاجة الكلام،
سقف من الغيم، نافذة باردة، وذاكرة وكأنه يسخر من عبثية الحياة الملقاة على كاهل الرواة بانتقاء اشياء الوطن المنفى،
مذكرات تفتيش على هامش اجتماع سياسي، وأغنية على هامش موعد قصي وكأني به يقول في إشارة
لما بات يصفني،
تعوي الكلاب على النحيل من قصب الأغاني وتدير ظهورها لنائي من عبء المعاني .