معمارية اردنية تبتكر تصميماً لعمارة سكنية تستهلك طاقة قريباً من الصفر
02-11-2016 10:49 PM
عمون- تمكنت المهندسة المعمارية ميسون خريسات من اجراء تعديلات على التشطيبات الخاصة بعمارة سكنية جاهزة في منطقة البنيات في عمّان بتحويلها الى مبنى نموذجي يستهلك طاقة على مدار العام بمعدل قريب من الصفر.
وكشفت المهندسة خريسات عن هذا الانجاز المعماري الاردني الهام والذي يعتبر فاتحة لنماذج عديدة يمكن تعميمها على العمارات الاسكانية والمباني السكنية والتجارية والفلل والبيوت والمجمعات في الاردن، كشفت عن ذلك مساء الاربعاء في محاضرة القتها ضمن فعاليات المؤتمر المعماري الخامس الذي تنظمه نقابة المهندسين الاردنيين في فندق لاندمارك.
وقد ركزت المهندسة ميسون خريسات التي تعتبر خبيرة دولية في الطاقة المتجددة والابنية الخضراء على عملها ضمن نطاق ما يسمى (Building Envelop) فقط ولم تقم باي تعديلات على الموقع والاتجاه ونسب المساحات باعتبار العمارة جاهزة وشبه مكتملة البناء، علماً بأن العناصر السابقة تزيد من كفاءة توفير الطاقة والاقتراب من الهدف الصفري.
وكان تركيزها كما تقول على عمّان باعتبار ٤٢٪ من سكان المملكة يقيمون في العاصمة وغالبية المساحات المنفذة للبناء تتركز كذلك في عمّان.
وانطلقت في مشروعها بان معدل استهلاك الطاقة للشقق التقليدية يبلغ ٨٥ كيلو واط/متر مربع في السنة، علماً بان هذه المباني لا توفر معيار الارتياح لدرجات الحرارة الا ضمن ٣٠٪ من الوقت على مدار السنة.
في البداية عملت المهندسة خريسات على زيادة معيار الارتياح الى ١٠٠٪ من الوقت مما رفع معدل استهلاك الطاقة الى ١١٠ كيلو واط/متر مربع في السنة، ثم بدأت باجراءاتها لعوامل توفير الاستهلاك.
بدأت باعادة عزل الجدران غزلاً تاماً ثم عزل النوافذ وتغييرها الى مزدوجة الزجاج وكذلك عزل السقف العلوي (الروف) وهو مخصص كاملا للخدمات لثماني شقق في اربع طوابق تبلغ مساحة الشقة ١٥٠ متر مربع، ثم قامت بعزل الارضيات فوق الكراجات، وتحويل جميع السخانات الكهربائية الى سخانات شمسية وركزت على حمل التدفئة الشتوية حيث تشير الدراسات ان ٤٧٪ من الطاقة المستهلكة سنويا في المباني السكنية في عمّان تذهب لغايات التدفئة في الشتاء، ومن هنا استغلت مساحة السطح المتبقية بعد وضع خزانات المياه والسخانات الشمسية لتركيب الواح شمسية مولدة للطاقة بمساحة عشرين متر مربع لكل شقة تولد بحدود ٢ كيلو واط، واستطاعت بذلك ان تخفض معدل استهلاك الطاقة بمعيار راحة تام من ١١٠ كيلو واط/متر مربع في السنة الى ٥٠ كيلو واط فقط يتم توليد نصفها من خلال الالواح الشمسية اي يتبقى على المواطن فقط تأمين ٢٥ كيلو واط/متر مربع في السنة.
وقالت المهندسة ميسون خريسات صاحبة هذا الابتكار المعماري الاردني بأن من اهم عوامل نجاح وتعميم هذا النموذج هو تعديل التشريعات والكودات الملزمة، وتطوير نمط التسويق التقليدي الى نمط يظهر استفادة المستهلك على المدى القريب والمتوسط، اذ بلغت الزيادة في الكلفة بحدود ٧٠ دينار/متر مربع يتم استردادها خلال ثماني سنوات على ابعد تقدير.
كما اكدت ضرورة مواكبة العمل الاستشاري الميكانيكي للمهندس المعماري منذ المراحل الاولى والسير معاً بتنسيق متواصل خلال جميع مراحل التصميم.
واظهرت التجربة خلال تطبيقها ضعفاً واضحاً في قدرات الفنيين والعمال المهرة القائمين على تنفيذ التشطيبات المعمارية ذات العلاقة بالعزل وتوفير استهلاك الطاقة.
وتسعى المهندسة ميسون خريسات الى تطبيق نماذج عملية اكثر تقدماً تحقق وفراً تاماً للطاقة بل وتنتج فائضاً يتم بيعه لشركات تزويد الكهرباء في المستقبل القريب.