بعد 30 شهراً من الفراغ الرئاسي، تحققت المعجزة اللبنانية ، وتم انتخاب العماد ميشيل عون بأغلبية ساحقة رئيساً للجمهورية لمدة ست سنوات قادمة.
كان شعار عون هو (أنا أو لا أحد) وقد جاء الآن دور (أنا) بعد 30 شهراً من (لا أحد)!.
كان معروفاً أن حل العقدة بيد رجلين، أولهما ميشيل عون الذي كان يستطيع أن يسحب ترشيحه من أجل لبنان، وثانيهما سعد الحريري الذي كان يستطيع أن يؤيد ترشيح عون مقابل شروط، ومن أجل لبنان أيضاً.
كان المحللون يؤكدون أن الحل لهذه العقدة هو مرشح مستقل توافقي مقبول للجميع وبالضرروة رئيس ضعيف، إلا أننا حصلنا في نهاية المطاف على رئيس قوي، ولكن في منصب يكاد يكون بروتوكولياً ومجرداً من الصلاحيات.
عون ربح المعركة ودخل قصر بعبدا رئيساً، ولكن الرابح الأكبر هو سعد الحريري زعيم تيار المستقبل ومجموعة 14 آذار، فقد أثبت أنه رجل دولة، يتحلى بالمرونة، ولديه أفكار وتحركات خلاقة.
بدأ الحريري بتأييد مرشح من 14 آذار هو سمير جعجع وهو يعرف أن فرصة جعجع في الفوز بالرئاسة لا تزيد عن الصفر. وعندما تأزم الموقف قدم الحريري التنازل الأول بترشيح سليمان فرنجية من مجموعة 8 آذار التي تضم حزب الله والتيار الوطني الحر، الأمر الذي أحرج تلك المجموعة، ونجح في شق صفوفها إذا أصبح فرنجية مرفوضاً من حلفائه.
وأخيراً سدد الحريري الضربة القاضية، عندما رشح عون فضمن له الرئاسة، من أجل لبنان، ولكن من أجل الحريري أيضاً، الذي سيكون رئيس وزراء لبنان المقبل، وستكون لديه صلاحيات في إدارة الحكومة تفوق الصلاحيات البروتوكولية لرئيس الجمهورية.
يبدو صحيحاً أن ميشيل عون رئيس صنع في لبنان، وليس صحيحاً أن هناك تواطؤاً بين إيران والسعودية وربما أميركا وسوريا على هذا الحل، فهذه الاطراف لا يمكن أن تتفق.
سليمان فرنجية قبل الهزيمة ولكنه حصل على وعد غير ملزم بأن يكون الرئيس القادم للبنان.
باستثناء عون نفسه، كل الأطراف قدمت تنازلات تصل إلى مرتبة التضحيات، وكان الرابح هو لبنان. مبروك.
الراي