عمون - تحت عنوان لا بد من زوجة أخرى صدر مؤخرا عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ الطبعة الثانية من كتاب «لا بدّ من زوجة أخرى» للكاتب والمفكر السعودي "د. محمد سعيد التركي".
ويقع الكتاب في 128 صفحة من القطع الكبير، ويناقش قضية تعدد الزوجات، وما يتعلق بها من حقائق وملابسات في الحقوق، من منظور معاصر ومحايد، وفي إطار أدبي لطيف، بعيدًا عن توجيه الأوامر، وتقرير المواقف.
ويعتبر الكابت مسألة التعدد ذات شجون نفسية واجتماعية، وكذلك عاطفية، وليست قوانين جافة ومجردة، حيث يعرض الكتاب آراء النساء في المجتمعات العربية، وكذلك المجتمعات الغربية، وآراء الرجال العرب والغربيين، وينقلها كما هي بكل صراحة، وبعيدًا عن الغموض أو الإخفاء، كما ينقل كل ما يتعلق بهذه القضية من بعض القصص الواقعية والمسلية أحيانًا.
ويهدي التركي كتابه الى كل امرأة تعاني من مشكلات تعدد الزوجات، ولم تعلم سبب زواج زوجها بغيرها، و وإلى كل رجل يعزم؛ أو قد سبق وقام؛ بالتعدد، وإلى كل رجل يحب التنقل بين النساء بالحرام، وإلى جميع القُرَّاء الذين لم يجدوا تفسيرًا لميل الرجل إلى التعدد).
ويطرح الكتاب مجموعة من الأسئلة من بينها هل يقوم تعدد الزوجات بعرقلة النهضة في المجتمعات؟... أم هو مادة ضرورية للنهضة؟ وما الفرق بين تعدد النساء، وتعدد الزوجات؟ أيهما أصدق؟... أيهما أصلح للمجتمعات؟ وهل تعدد النساء مقتصر على المجتمعات العربية والإسلامية، أم هو شائع حتى في المجتمعات غير العربية وغير الإسلامية؟ وما هو رأي النساء المسلمات والعربيات في التعدد؟ وكذلك ما هو رأي النساء غير العربيات وغير المسلمات في التعدد؟ وما هو رأي الرجال في تعدد النساء؟ عربًا كانوا أم عجمًا؟ مسلمين أم غير مسلمين؟ وما هي الدوافع التي تدفع الرجل إلى التعدد؟ هل هو الطيش، أم هو الترف، أم العادات والتقاليد؟ أم هو نقص أعداد الرجال، وارتفاع أعداد النساء؟
كما طرح الكتاب اسئلة جدلية اخرى منها هل تذهب المرأة ضحية تعدد النساء؟ وهل الزوجة الأولى هي سيدة الموقف؟ أم أنها هي المسبب لبحث الزوج عن زوجة أخرى؟ وهل الزوجة الثانية متعدية على حق الزوجة الأولى، وظالمة لها بقبولها التزوج بزوجها؟ وهل تصطاد الزوجة الثانية في الماء العكر، وتحاول أن تكسب الرجل إلى جانبها، بعيدًا عن زوجته الأولى وأبنائه؟ ومن هم هؤلاء الرجال الذين يقومون بالتعدد؟ مقارنة بأمثالهم من الرجال الذين لا يقومون به؟
وقال لقد كانت، وما زالت، ولن تزال كل هذه الأسئلة عن موضوع تعدد النساء وتعدد الزوجات، موضعَ جدلٍ واسعٍ وعريض في جميع أنحاء العالم، فمنهم من أجاب عليها أو على بعضها، ومنهم من لم يجب، ومنهم من يقضي عمره وهو يجادل في إجابات هذه التساؤلات. ولكن عند الشباب، وبالذات في العالم العربي والإسلامي، لا تجد أسئلة كهذه لإجابتها أهمية عندهم، فهم يشغلهم الإعداد للقيام بفعل الزواج، فضلاً عن الانشغال بالتفكير في التعدد.
ولذا فالكتاب يقدم فصولاً، تناقش كل هذه الأمور من جوانب عدة، ليس من وجهة نظر العرب والمسلمين فحسب، بل ومن وجهة نظر غير المسلمين كذلك، ويقدم رؤية هؤلاء كلهم، لموضوع التعدد. وكذا الحديث عن موقف الجميع من أمر تعدد النساء أو تعدد الزوجات، وردة فعلهم وتصرفهم تجاهه، وكيف يتعامل كل فريق معه.
ويعطي الكتاب فكرة عن الأفكار التي تحاول التأثير على تفكير الناس بهذا الخصوص، والإعلام الذي يحاول أن يشكِّل عقولهم، والأنظمة التي تعمل على صبغ عقولهم وحياتهم بصبغة معينة، وخاصة عند العرب والمسلمين منهم.
ثم ينتقل الكتاب ليتحدث بشكل مجرد، عن الدوافع التي تدفع الرجل للتعدد غالبًا، وبشكل مفصل، من منطلق دراسة نظرية علمية، ومشاهدة عملية.
وينتقل إلى طرح الأفكار بكيفية تمس مشاعر المرأة والرجل على حد سواء، وتناقش قناعاتهم وأفكارهم فيما يتعلق بتعدد النساء، أو تعدد الزوجات.
ثم تنتقل الفصول، لتناقش الكيفية التي يجب أن يتعامل بها كلا الطرفين مع هذه المسألة، التي تحولت لتكون بعمق جدلية في مجتمعات كثيرة غربية وشرقية.