وفد من كلية القديس جورج والمركز الأنجليكاني يزور المعهد الملكي
01-11-2016 12:53 PM
زار المعهد الملكي للدراسات الدينية (الاثنين) وفد مشترك من كلية القديس جورج في القدس والمركز الأنجليكاني في روما، حيث التقى الوفد الدكتورة ماجدة عمر، مديرة المعهد، وعدداً من آباء الكنيسة في الأردن.
وقالت الدكتورة ماجدة خلال اللقاء "إننا في المعهد نحاول الوصول إلى شريحة أوسع من الجمهور من المفكرين والأكاديميين والباحثين الشباب الذين ندعوهم للمشاركة في النشاطات التي ينظمها المعهد. ونركز في نشاطاتنا على الشباب، ورجال الدين المسلمين والقادة الدينيين والأئمة الواعظين والواعظات. كما نقوم بالتدريب للأئمة والواعظين على الحوار وقبول الآخر وسبل إيصالهم معتقداتهم بطريقة تعزز حقاً إنسانيتنا المشتركة، والتعبير عن قيمنا المشتركة".
وأضافت الدكتورة عمر "إننا نرى أن الحوار بين الأديان يجب أن يتجاوز النقاش الفكري حول التشابه والاختلاف وأن يركز على حوار القلوب للتغلب على الصعوبات. عندما يشارك شباب من مختلف الأديان في ندوة أو ورشة تدريبية من المهم أن يعقدوا الصداقات بينهم من خلال تجاربهم المشتركة في الحوار الديني".
وقالت "إننا نعمل على تقوية نتائج هذه العلاقات الراسخة بين المشاركين بحيث أنه عندما تسأل مسيحياً عن مسلم فإنه تكون لديه تجربةً وشعوراً بشأن المسلم وليس فقط ما يسمعه حول أن الإسلام دين يتبنى التسامح والاحترام للأديان الأخرى، ولكن يكون لديهم تجربة مباشرة من خلال هذه العلاقات".
وتحدثت الدكتورة عمر عن "واحد من أهم المشاريع التي نفذها المعهد بين عامي 2012 و2014 هو مشروع نشر مضامين رسالة عمّان... وهي الرسالة التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني في عام 2004. وقد كانت بشكل أساسي بياناً مفصلاً يعلن ما هو الإسلام وما هو ليس منه وما هي الأعمال التي تمثل الإسلام، وما هي الأعمال التي لا تمثله. لذا كانت رسالة موجهة إلى الإنسانية جمعاء وليس إلى المسلمين، ليعرفوا ما هو جوهر الإسلام ولتذكيرنا بضرورة إقامة علاقات طيبة مع الآخرين. وهذا في جوهر الإسلام وتعاليمه وليس ما نراه على يحدث على أرض الواقع في كل مكان".
وتحدث عميد كلية القديس جورج، الأب الدكتور غريغوري جنكس، عن برنامج "الانقسام والأمل في الأرض المقدسة: دروس من روما والقدس"، وهو البرنامج الذي تشترك فيه كلية القديس جورج والمركز الأنجليكاني، وهو نوع من الشراكة واستثمار أكبر وطاقة للمصالحة والسلام بوصفه جزءاً مهماً من مهمة الكنيسة والكلية.
بدوره قال رئيس المركز الأنجليكاني في روما، رئيس الأساقفة السير ديفيد موكسون، أن هذا الوفد هو تعاون بين الهيئتين الأنجليكانيتين: كلية القديس جورج في القدس والمركز الأنجليكاني في روما.
وأضاف "أدركت مما سمعته من مقدمة ثرية ومفيدة أن لدينا الكثير من الأمور المشتركة مع عمل المعهد الملكي للدراسات الدينية"؛ مذكراً بمشاركته في نشاطات للفاتيكان، بحضور ممثلين عن المعهد، بشأن الحوار بين مختلف أتباع الديانات في العالم.
وقال "إننا في هذا البرنامج حول الصراع والأمل، في كلية القديس جورج، مهتمون في النظر إلى طرق من خلالها يمكن للطوائف المسيحية أن تعمل بتضامن أكبر بشأن قضايا العدالة والسلام. أين هو الأمل داخلنا؟ أين هو الأمل الذي يمكننا أن نتعلم منه؟ أين هو الأمل الذي يحرّكنا نحو التعاون بين الطوائف وبين الأديان؟".
وقال إن الحوار المجتمعي المتجدد حديثاً بين الأنجليكانيين والكاثوليك يجب "أن ينتشر مثل تموجات البحيرة ليضم ويحتضن جميع الأديان والطوائف".
وأضاف في إشارة إلى معاناة اللاجئين أنه "قد نختلف في مناطق مذهبية معينة ولكن في وجه هذا النوع من المعاناة كيف نجرؤ على الوقوف متباعدين، وكيف لنا ألا نتكاتف معاً"؛ مشيداً بدور الأردن وسمعته في كونه مضيافاً وكريماً ورحباً إلى أبعد الحدود "في وجه هذه الرياح الطاغية التي تعصف بالإنسانية. حيث إن أقسى الجروح على سطح السنوات هو أزمة اللاجئين التي استوعبها الأردن بشجاعة ورعاية".
وقال الأب الدكتور حنا كلداني، راعي كنيسة شهداء الأردن، "إن الكلمة الأساسية التي تجمع بيننا جميعاً هي الشراكة، وهي الشراكة التي نعيشها إلى درجة معينة بين الكنائس، وكذلك بين المسيحيين والمسلمين، خلال حياتنا اليومية والتعاون بين المؤسسات"؛ داعياً إلى العمل الجاد لمواجهة الكراهية والحروب في المنطقة.
وتحدث الأب رفعت بدر، رئيس المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، عن الشراكة والتعاون بين الكنيسة اللوثرية والكنيسة الكاثوليكية التي يأمل أن تبدأ عهداً جديداً من العلاقات بين الكنيستين.
وأضاف أن الحرب في المنطقة "ليست بين المسلمين والمسيحيين، بل هي بين الإنسانية والإرهاب. والعمل الجماعي هو سرّ المستقبل. وأؤكد هنا على أفكار جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث يؤكد على هدفين رئيسين في خطاباته، وهما أيضاً هدفا الأردن، أولاً: تطهير الإسلام من الإرهاب. ونحن كمسيحيين عرب خاصة نعيش مع المسلمين على استعداد لتقديم العون لإخواننا المسلمين من أجل تطهير الإسلام مما يتم القيام به باسم الله أو الدين. أما الهدف الثاني هو كيفية حماية والحفاظ على الوجود المسيحي في المنطقة، وليس فقط في الأردن".
وتواصل الحوار بين الحضور حول العديد من القضايا التي تتعلق بتعزيز الحوار بين الأديان والسلام في العالم وسبل إنهاء الحروب وتخفيف معاناة اللاجئين والمهجّرين، ووسائل التعاون والتشبيك بين مختلف الهيئات المعنية بالصالح العام.