أداء الشركات .. التعدين مثلاً
عصام قضماني
01-11-2016 12:39 AM
حمل الربع الثالث نتائج مخيبة لشركات التعدين , فبعضها تعمقت خسائرها وبعضها تراجعت بنسب كبيرة , وكما قادت أسهم التعدين موجة صعود بورصة عمان ها هي الآن تقود تراجعها .
بلغت خسائر شركة مناجم الفوسفات للربع الثالث ٥٧ مليون دينار بينما تراجعت أرباح شركة البوتاس العربية إلى ٥٠ مليون دينار وهي أنباء سيئة لن تؤثر فقط على أسعار أسهمها بل على العوائد المتوقعة على رأس المال وعلى قوائم حقوق المساهمين .
من المبررات التي تدفع الشركات بأسباب مثل تراجع عوائد التصدير ما يخلف إنطباعا خاطئا بتراجع الإنتاج , لكن ما حصل كان العكس , فبدلا من تخفيض الإنتاج إستجابة لتراجع الطلب زادت هذه الشركات إنتاجها والقت باللائمة على الأسعار العالمية .
الأسعار العالمية كما ترد في النشرات هي أسعار تأشيرية يتم تقييدها ما بعد تنفيذ الصفقات , لكن إن كانت هي المؤشر فبين يدينا بيانات حصلنا عليها من ذات الشركات تؤكد أن الأسعار لم تتغير جوهريا في سنوات كانت تحقق فيها هذه الشركات ربحية عالية وبين أسعار اليوم وهو ما يفرض على هذه الشركات تقديم أسباب جوهرية تفسر التراجع الكبير الى درجة الصدمة.
يبعث على الملل ما يرد في بيانات مجالس الإدارة من أسباب لتبرير هذه التراجعات , مثل كلف الانتاج , طاقة وغيرها وتقلب الأسعار في الأسواق العالمية وتراجع الطلب , وهو ما يكشف غيابا لخطط التحوط لمخاطر محتملة تحقيقا للتوازن بين الإنتاج كما وبين الطلب وحركة الأسواق , وليس من الصواب اللجوء الى مضاعفة الإنتاج مثلا في ظل أسعار رخيصة إن صح ذلك !
إن صح أن الاسعار العالمية لمنتجات الفوسفات والبوتاس تراجعت عن معدلاتها عن الأعوام السابقة لتراجع الطلب يفترض أن تبادر هذه الشركات الى خفض الانتاج بما يتناسب مع تراجع الطلب لكن ما حدث هو أن هذه الشركات دفعت لزيادة الإنتاج والتصدير على أمل تعويض فرق السعر فوقعت في فخ زيادة الكلف وضعف المردود .
كالعادة تستبق الشركات المخفقة بياناتها المالية كما هي في إفصاحات البورصة بتصريحات صحفية تجميلية , وتبرع في تحسين النتائج فتقدم الأرباح التشغيلية قبل الخصومات , على الصافي إن كان متواضعا , وتبرع في تعداد أسباب التراجع ومنها كلف الانتاج والأسواق والأسعار وحوافز العمال وهو توضيب يقوم به محاسبون مستفيدون لكن مع تغير القوانين المحاسبية والمعايير فإن إعداد ميزانيات محكمة وشفافة تنسجم مع المعايير المحاسبية الجديدة كل ذلك سيعتبر الجراحات التجميلية تضليلا .
الراي