أزمة أسواق ،، أم أزمة أخلاق ؟
عاكف الجلاد
31-10-2016 10:30 PM
ما بين أرصفة معتدى عليها وشوارع ضيقة أصلاً وممتلئة بالسيارات ، تتلخص هموم المواطنين عموماً في جميع انحاء المملكة.
الا ان الوضع بدأ يزداد سوءاً في مختلف المناطق وأصبح لايطاق سواء سيراً على الأقدام أو راكباً بالسيارة ، لأنه من غير المعقول ان لا تستطيع حتى السير ماشياً بسبب الاعتداءات المجحفة على الارصفة وعلى الشارع نفسه من قبل بعض اصحاب المحلات ، وعرضهم لبضائعهم بطريقة غير حضارية لا بل بطريقة مؤذية جداً ، وقيام بعضهم باحتلال الرصيف واحتلال جزء كبير من الشارع ، اذاً ماذا تبقى للشارع وللسيارات وللمشاة ، ووصل الأمر ببعضهم التشييك بالحديد على الارصفة وامام محلاتهم وعرض البضائع وثلاجات المشروبات الغازية وغيرها.
عداك عن سيارات الاجرة الخاصة التي تنتشر هنا وهناك ، تغلق الشوارع بمسربين واحياناً ثلاثة مسارب ، وما يقوم به بعض اصحابها ( الا من رحم ربي ) بالتحرش بالنساء والفتيات واسماعهن كلاماً تقشعر له الابدان.
المعروف وحسب القانون ان الرصيف مكان عام وحق للمشاة ، ولا يجوز استعماله لغير الغايات التي خصص لها وانشيء من اجلها وهي استخدام المشاة . وكذلك الشارع والطريق ، الا عندنا فله كل الاستخدامات إلا المشاة .
واذا ابتعدنا قليلاً عن الأسواق سنجد الأحياء السكنية والحارات والازقة قد تحولت الى كراجات كبيرة للشاحنات ، وكلنا يعرف مدى خطورتها وما تسببه من ازعاج للسكان ، بالإضافة أنها ممنوعة من دخول المدن أصلاً .
واذا تركنا الشاحنات وشأنها سنشاهد حظائر الأغنام المنتشرة هنا وهناك بالأحياء السكنية وبين المنازل ، وما تسببه من إزعاج وأمراض وروائح كريهة .
كل ذلك لا يتوافق مع إطلاقنا شعارات وعبارات أننا بلد نظيف وجميل.
نعم نحن نريد مناظر جميلة ومدن نظيفة ، لكن نريد ايضاً أخلاق جميلة وعقول نظيفة .
رؤساء البلديات لا يدخروا جهداً بالاصلاح والتصحيح ، لكنهم لا يستطيعون العمل وحدهم ، فهم بحاجة الى تعاون الجميع معهم ، وهناك دور فاعل وكبير لمديرية الامن العام وكثير من الوزارات ومؤسسات المجتمع المحلي وتعاونها مع البلديات في معالجة تلك الشوائب.
تلك المخالفات أصبحت ظاهرة مرضية معدية وأزمة أخلاقية وبحاجة لعلاج قد يصل للكي أو البتر حتى.
وعندما نتخلص من كل تلك الأمراض والمخالفات نستطيع ان نرفع شعار أننا أجمل بلدان العالم .