الدولار يحصد نتائج الازمة المالية
عبد المنعم عاكف الزعبي
02-10-2008 03:00 AM
شكل ارتفاع الدولار الامريكي بعد رفض الكونغرس لخطة الانقاذ المالي مفاجاة للمراقبين و المحللين الاقتصاديين. هذا الارتفاع الملقت جاء رغم خسارة 1.1 ترليون دولار في الاسواق الامريكية اعقبت قرار الرفض.
ذهب بعض المحللبن الى تفسير ارتفاع الدولار باستمرار امل المستثمرين بقيام الكونغرس بالعدول عن قرار الرفض بعد اجراء شيء من التعديل على الخطة القديمة. المتفائل من المستثمرين يتمنى ان يشكل التراجع الكبير في اسواق المال الامريكية درسا و حافزا لاعضاء الكونغرس للاسراع في الموافقة على خطة معدلة قد تنقد القطاع المالي و الاقتصاد الامريكي من كارثة يصعب تداركها. فرفض الخطة و الذي نبع من كونها تكلف دافعي الضرائب الامريكيين 700 مليار دولار, كلف مستثمري البورصات الامريكية, و معظمهم من دافعي الضرائب, 1100 مليار دولار نتيجة لتراجع تلك البورصات.
الجزء الاخر من المحللين اعتبر ارتفاع الدولار في هذه المرحلة مؤشرا على كساد اقتصادي عالمي في القريب المنظور. فعلى ما يبدوا ان تراجع الثقة في الاقتصاد و الدولار الامريكي قابلها تراجع ثقة اكبر في الاقتصاد الاوروبي و الاسيوي. الانهيارات المتلاحقة و الخسائر الفادحة التي لحقت بالبنوك الاوروبية و الاسيوية اثبتت قطعا كون الازمة الراهنة عالمية لا امريكية. لذلك, و بما ان امريكا هي الاقدر بين الدول المتضررة من الازمة الحالية على ضخ السيولة و تحضير خطط الانقاذ ذات التكلفة الضخمة, اتجه المستثمرون نحو دولارها مختارين بذلك احلى الامرين.
الكساد العالمي كذلك يقلل من تقبل المستثمرين للمخاطر و يجذبهم نحو الاستثمارات الامنة و المكفولة العائد. اكثر الاستثمارات امانا و جذبا للمستثمرين في الوقت الراهن هي سندات الخزينة الامريكية, و التي عظم التعامل بها مؤخرا الطلب الكلي على الدولار الامريكي ما رفع قيمته مقابل العملات الاخرى.