لمصلحة من يا دولة الرئيس ؟
طلال الفلاحات
31-10-2016 03:15 PM
يبدو جليا أن تغييب لغة الحوار بين المواطن والمسؤول هي السمة الابرز لأداء الحكومتين السابقة والحالية الامر الذي خلق أجواء وحالة من القلق والاضطراب لدى المواطن والشارع الاردني على حد سواء .
وبما أن غياب او تغييب لغتي الحوار والتواصل يعني لجوء الحكومة الى تحييد العقل والحكمة وفرض سياسة الامر الواقع تزامنا مع الاصلاحات السياسية والاقتصادية الهائلة التي اعلنتها الدولة وشددت القيادة عن عدم الرجعة عنها مهما كلف الثمن وهنا تتولد الحيرة لدى المواطن الذي بدأ يلمس الفجوة بين اداء رأس هرم الدولة ممثلا بالقيادة الهاشمية الفذة والحكومة من جهة وبين المواطن وحكومته من جهة اخرى.
سياسة الابواب المغلقة التي شرعت حكومتي النسور والملقي بأنتهاجها ولدت حالة من انعدام الثقة بمؤسسات الدولة وخدشت هيبة دولة القانون والمؤسسات واتضح ذلك بغياب العدالة في التعيينات التي اتخذتها الحكومة السابقة التي بذلت جل وقتها في النقاش و التفاوض مع السلطة التشريعية التي تبين بعد حل مجلس النواب السابق انها كانت اصفى من (سمن على عسل) وشعر المواطن انه لم يكن سوى متابع لتمثيلية بطلها رئيس الحكومة السابقة.
لم تغب لغة التواصل وفن التفاوض والحوار على ارض الواقع فحسب بل تجاوز الامر القاعدة والاوساط الشعبية للحكومة التي شعرت بلسعة سياسة العزلة التي انتهجها المسؤول ليطال الامر وسائل الاعلام التي غاب عنها مسؤولو الحكومتين السابقة والحالية فبات المسؤول كهلال العيد الذي يظهر بعد ترقب وطول غياب وهنا تظهر خطورة الحضور الطاغي للشارع المضطرب اصلا وذلك بفضل سياسة الحكومة التي تدفع المواطن للخروج للشارع في ظل غياب التواصل بين المواطن والمسؤول في اروقة الحكومة .
المواطن الاردني المقيم خارج العاصمة بدأ يلمس كذلك العزلة التي انتهجتها الحكومتين السابقة والحالية بالرغم من تشديد كتب التكليف السامية على العمل الميداني للوزراء وتلمس احتياجات المواطنيين في المحافظات الا ان هذا الجانب اخذ بالتراجع فالزيارات العملية للوزراء غالبا ما تكون سرية ومفاجئة ولا تخدم سوى الاعلام الرسمي كما ان اللقاءات والزيارات الميدانية للمسؤول الحكومي غالبا ما تكون مبرمجة وتعد مسبقا من حيث دعوات الحضور ومواضيع النقاش.
دور الحاكم الاداري اخذ بالتراجع كذلك فهو المسؤول الذي اعتدنا على رؤيته في كافة المحافل والمناسبات الاجتماعية وكم كنا نشعر بقربه من المواطن لم يعدو سوى رهين المحبسين (مكتبه وسيارته) في مشهد يعزز سياسة العزلة التي انتهجتها الحكومات الاردنية مؤخرا .
القيادة الهاشمية تصر على الاصلاح واعلنت عن عدم الرجعة عن الاصلاح كما اتخذت المزيد من الخطوات التي خلقت اجواء من الراحة والطمأنينة لدى المواطن وتمثل ذلك بضخ دماء جديدة مفعمة بالنشاط والحماس لخدمة الوطن والمواطن اضافة الى اثراء المشهد السياسي الاردني بمكونات وفئات مجتمعية لم يسبق لها المشاركة في الحياة السياسة الاردنية في حالة تعزز عدالة توزيع المكتسبات وتكافؤ الفرص لدى الشياب الاردني الذي انزعج من اتساع الفجوة والهوة بينه وبين حكوماته سيما وان المواطن الاردني صاحب ورافع شعار (لاقيني ولا تغديني).
على الحكومة ان تنهج خطى قيادتنا العزيزة في الاصلاح وردم الفجوة والهوة بين المواطن والمسؤول التي اختلقتها الحكومات مؤخرا سيما وان غياب التواصل والحوار يدفع بأتجاه ارتفاع سقف لغة الشارع التي لا تخدم تقدم وتطور مؤسسات الدولة في ظل الجحيم العربي