لبنان ينهي حقبة "اللا رئيس" وينتخب ميشيل عون
ميشيل عون
31-10-2016 12:03 PM
عمون – أنهى لبنان حقبة "اللا رئيس" التي استمرت 890 يوما بلا رئيس للجمهورية وانتخب برلمانه، اليوم الاثنين، الزعيم الماروني ميشال عون رئيسًا للجمهورية الـ 13، وذلك بعد عامين ونصف العام من شغور المنصب بسبب الانقسامات السياسية.
وجرى انتخاب عون بعد تسوية سياسية وافقت عليها معظم الأطراف، ورغم ذلك فشل البرلمان اللبناني، في الحصول بالجولة الأولى على الاصوات المطلوبة لتولي المرشح ميشيل عون لرئاسة الجمهورية، مما فرض استنادا الى الدستور إجراء جولة ثانية التي فاز بها ميشيل عون.
وعقدت جلسة انتخاب الرئيس ظهر الاثنين في مقر البرلمان في وسط بيروت، وسط إجراءات أمنية مشددة. واغلقت القوى الأمنية كل الطرق المؤدية إلى البرلمان حتى موعد انتهاء الجلسة.
أعلام برتقالية
واستبق التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون، الاقتراع ونشر الأعلام البرتقالية الخاصة ونشر في مناطق عديدة من بيروت وخارجها، صور الرئيس مع شعارات «لبنان القوي» و«عماد الجمهورية».
وتجمّع انصار عون بعد إعلان فوز الرئيس، في ساحة الشهداء وسط بيروت مساء للاحتفال.
ويرأس عون منذ العام 2009 كتلة من 20 نائبًا، هي أكبر كتلة مسيحية في البرلمان اللبناني. وكان يحظى منذ بداية السباق بدعم حليفه «حزب الله» (13 نائبًا)، لكنه لم يتمكن من ضمان الأكثرية المطلوبة لانتخابه إلا بعد إعلان خصمين أساسيين تأييده، وهما رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، الذي يتقاسم معه الشارع المسيحي، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري.
الرقم 13
والطريف ان اللبنانيين يشعرون بالقلق من الرقم 13 في استعادة تاريخية يُقال إنّ في روما القديمة كانت الساحرات يجتمعن في مجموعات من 12، أمّا الرقم 13 فهو الشيطان. والإسكندينافيون القدماء كانوا يعقدون حبل المشنقة 13 عقدة.
ويعتقد البعض أن حوّاء أعطت آدم التفاحة ليأكلها يوم جمعة، ويظنون أنه كان جمعة 13 من الشهر.
ويعتقد أيضاً أن قابيل قتل هابيل في مثل هذا اليوم. وفي العام 1970، انطلق "أبولو 13" الساعة 13 و13 دقيقة، وفي ثلثي المسافة إلى القمر وقع انفجار في المركبة أجبر الرواد على قطع رحلتهم في 13 نيسان.
لكن، في المقابل، ثمة شعوب تفتخر بهذا الرقم وتقدّسه؛ فمثلاً في مدافن عظماء الأمة في الهند ثمّة 13 رمزاً، وفي المكسيك إن الرقم 13 هو مقدس إذ لديهم ثلاث عشرة حية إلهية. والولايات الأميركية هي 13، وشعارها يتألف من 13 حرفاً لاتينياً E pluribus unum، والنسر الأميركي لديه 13 ريشة في كل جناح.
مكانة رمزية لرئيس الجمهورية
ولرئيس الجمهورية في لبنان مكانة رمزية بوصفه رئيس الدولة، وعلى الرغم من أنه لا يتمتع عمليًّا بصلاحيات إجرائية واسعة، لكنه جزء من السلطة التنفيذية ومن التركيبة الطائفية التي يمثل فيها الطائفة المارونية، أكبر الطوائف المسيحية.
من هو الرئيس عون؟
ووفق ويكيبيديا، فإن الرئيس اللبناني الحالي ميشال عون مولود في (17 شباط فبراير 1932) وهو عسكري وسياسي لبناني ورئيس التيار الوطني الحر.
كان قائدًا للجيش اللبناني من 23 يونيو 1984 إلى 27 نوفمبر 1989، ورئيس الحكومة العسكرية التي تشكلت في عام 1988م.
وتزوج في 30 يونيو 1968 من نادية سليم الشامي ولهما ثلاث بنات هنّ:
ميراي: (متزوجة من روي الهاشم)
كلودين: (متزوجة من العميد شامل روكز)
شانتال: (متزوجة من الوزير جبران باسيل)
بداية دخوله إلى السلك العسكري كانت عندما تطوع بصفة تلميذ ضابط وذلك بعام 1955، وتدرج في الترقية إلى أن وصل إلى رتبة عماد مع تعيينه قائدًا للجيش في 23 يونيو 1984. وقد تدرج قبل وصوله إلى قياده الجيش، حيث كان قد عين في 14 ديسمبر 1970 مساعدًا لقائد فوج المدفعية الأول.
وفي 15 أبريل 1970 عين معاونًا لقائد كتيبة المدفعية الأولى وقائدًا للمفرزة الإدارية وآمرًا لسرية القيادة والخدمة بالوكالة. وفي 14 سبتمبر 1972 عين معاونًا عملانيًا لقائد كتيبة المدفعية الأولى ومعاون لوجستي.
وعين قائدًا لكتيبة المدفعية الثانية وذلك من 17 سبتمبر 1973، ثم فصل إلى سلاح المدفعية بتصرف قائد السلاح اعتبارًا من 21 يناير 1976، ووضع بتصرف المفتش العام لمساعدته بالتحقيقات العدلية اعتبارًا من 6 فبراير 1976. وفي 23 آب 1976 عين قائدًا لسلاح المدفعية. وفي 14 آب 1982 عين رئيسًا لأركان قوات الجيش المكلفة بحفظ الأمن في بيروت.
وفصل إلى لواء المشاة الثامن ليؤمن قيادة اللواء بالوكالة اعتباراً من 18 كانون الثاني 1983، وبعدها في 23 حزيران 1984 عين قائدًا للجيش.
كما أنه أثناء خدمته العسكرية اجتاز عدد من الدورات في داخل لبنان وخارجه في كل من فرنسا والولايات المتحدة، كما نال العديد من الأوسمة والتنويهات والتهاني.
كلف في نهاية سنوات الحرب رئاسة مجلس الوزراء من قبل الرئيس أمين الجميل بتشكيل حكومة عسكرية بعد تعذر انتخاب رئيس جمهورية جديد يخلفه، وكان هو في حينه قائدًا للجيش اللبناني، وقام الرئيس الجميل بتسليمه السلطة بعد أن شكل الحكومة العسكرية التي أصبحت في مواجهة الحكومة المدنية التي يرأسها بالنيابة الرئيس سليم الحص، وقد استقال الوزراء المسلمون من الحكومة بعد تشكيلها بساعات وبذلك أصبح للبنان حكومتان.
وقد عين في الحكومة بالإضافة إلى كونه رئيسًا لها وزيرًا للدفاع الوطني والإعلام مع احتفاظه برتبته العسكرية في الجيش. وفي 4 تشرين الأول 1988 كلف بمهام وزارة الخارجية والمغتربين ووزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة ووزارة الداخلية بالوكالة وذلك طيلة مدة غياب الوزير الأصيل.
وفي آب 1989م توصل في الطائف بوساطة السعودية إلى اتفاق الطائف الذي كان بداية لإنهاء الحرب الأهلية، ولكنه رفض الاتفاق بشقه الخارجي، وذلك لأنه يقضي بانتشار سوري على الأراضي اللبنانية ولا يحدد آلية لانسحابه من لبنان. وبعد معارك ضارية تم إقصائه من قصر بعبدا الرئاسي في 13 تشرين الأول 1990 بعملية لبنانية / سورية مشتركة فاستدعي إلى السفارة الفرنسية في بيروت وبقي هناك لفترة من الزمن حتى سمح له من بعدها بالتوجه إلى منفاه في فرنسا في 28 آب1991م.
وعاد عون في 7 مايو 2005 من منفاه في فرنسا التي قضى فيها 15 عامًا، وعند عودته إلى لبنان استقبله عدد كبير من مناصريه في المطار.
وخاض بعد ذلك الانتخابات النيابية التي أجريت في 2005 ودخل البرلمان اللبناني بكتلة نيابية مؤلفة من إحدى وعشرين نائبًا، وهي ثاني أكبر كتلة في البرلمان، ويتزعم حاليًا التيار الوطني الحر. قام بالتوقيع على وثيقة تفاهم مع حزب الله في 6 شباط 2006 في كنيسة مار مخايل.
كما شارك في مؤتمر الدوحة الذي انتهى بالتوقيع على اتفاق الدوحة في 21 مايو 2008، وتم بعد توقيع اتفاق الدوحة تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل الفئات اللبنانية وقد نالت كتلته النيابية خمسة وزراء.
وأقام علاقة حسن الجوار مع سوريا بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان، منفّذاً بذلك أقواله أثناء تولّيه رئاسة الحكومة العسكرية، إذا طالب يومها سوريا بالانسحاب لينسج معها أفضل العلاقات.
وتوج التحسن الكبير في العلاقة مع سوريا بزيارته لها في 3 ديسمبر 2008 ولقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد بعد عداوة مريرة مع نظام الرئيس الأسبق حافظ الأسد. وفي انتخابات عام 2009 تمكن من زيادة عدد نواب تكتل التغيير والإصلاح إلى 27 نائبا.