ايام قليلة تفصل العالم عن يوم الاقتراع لاختيار الرئيس الجديد للولايات المتحدة ،والخيارات بين اثنين هما ترامب وكلينتون مع ترجيح فرصة كلنتون ،وربما لدى الشعب الامريكي والمؤسسات هناك ادراك حقيقي لشخص الرئيس القادم .
وبعيدا عن الشعب الامريكي فان هناك شعوبا وانظمة كثيرة تنتظر الزعيم القادم للعالم .فمثلا ينتظر الشعب السوري ونظامه ومعارضته كيف سيتعامل القادم الى البيت الأبيض مع الملف السوري وهل سيتم فتح الباب امام حل سياسي حقيقي وليس الحديث عن الحل السياسي كما فعلت ادارة اوباما لكنها ابقت الامور تسير نحو مزيد من الدم والحرب والتدمير للدولة السورية ؟
ينتظرون في كل أطراف المعادلة السورية الأدارة الجديدة ليروا هل من جديد ام ان سوريا على موعد مع مزيد من أطالة امد الصراع !؟
وفي اليمن ايضا ينتظرون الأدارة الجديدة في واشنطن ليروا كم هي لمسات الرئيس الجديد على ازمتهم وأوضاع وطنهم الذي يُستقبل القصف من كل الأطراف دون حسم او نهايه تعيد الاستقرار الى وطن غابت عنه الحياة الطبيعية ولا يرى افقا لحل يفتح أبواب الأمان .
وفي ليبيا ينتظرون الأدارة الجديدة بعدما اكتشف الشعب الليبي ان إزالة القذافي من الحكم والحياة ليست بوابة الجنة والاستقرار وان ادارة العالم للازمة الليبية زادت من حدة الفوضى وغياب القدرة على صناعة دولة قابلة للحياة .
وهناك انظمة عديدة في العالم والمنطقة تنتظر الأدارة الجديدة لترى كيف ستتعامل هذه الأدارة مع هذه الانظمة ،وهل ستدعم وجود هذه الانظمة ام ستفتح في وجه هذه الانظمة ملفات تبعث فيها القلق وتجبر هذه الانظمة على دفع أثمان باهظة قد تكون على حساب مفاصل أساسية في مسيرة هذه الانظمة .
اما فلسطين وحكومتيها فانها قد تكون الأقل انتظارا لقدوم الأدارة الجديدة ،لان ارادة حكومة الاحتلال الأقل تأثرا بتغير قادة امريكا ،لكن معسكر السلام الفلسطيني والعربي قد يحاول الاستفادة من الحماس الذي يرافق قدوم ادارة جديدة للبيت الأبيض .
لان ازماتنا في العالم العربي كبيرة ومفتوحة ،ولان امريكا هي اللاعب الوحيد في معظم الأزمات فان منهج عمل اي ادارة امريكية مهم جدا في ادارة ازماتنا وملفاتنا ومستقبل الدم والحروب حتى علاقات امتنا مع ايران ومع أنفسنا .
كلهم وربما كلنا منتظر الرئيس الجديد لان سياستة هامة حتى لقضايا المعيشة في داخلنا ،فان ارادت امريكا حل الملف السوري مثلا فهذا سيعني الكثير حتى للمواطن العادي ،وان كان الحل سيبقى كما هو فان الامور ستذهب لمزيد من الحرب والدم والتطرف .
الدستور